وهو مما يمكن أن نفهمه من كلام الإمام الشافعي أيضاً وتشكيكه فيما حكوه عن أبي محذورة عن رسول الله في التثويب .
ومثله ما حكوه عن أبي حنيفة والشيباني وغيرهم من أتباع المذهب الحنفي ، وأنّهم كانوا يعتقدون بأنّ التثويب بدعة حادثة .
وصرّح وحيد الزمان ـ وهو من علماء الهند ـ في كتابه أنوار اللغة إذ قال : فأمره عمر أن يجعله في نداء الصبح (١) .
وقال عالم آخر من علماء الهند المتأخّرين وهو عبد الكريم الشمرتي في مقالته في أوّليات عمر ما ترجمته : أضاف عمر بن الخطّاب « الصلاة خير من النوم » في أذان الفجر في خلافته (٢) .
هذا من جهة .
وهناك روايات في مسند أحمد بن حنبل وغيره من المجاميع الحديثية تشير إلى عدم شرعية التثويب ، لكن أحمد وغيره من المحدثين وتلاميذ الشافعي وأبي حنيفة مع ضعف تلك الأخبار عندهم كانوا يأخذون بها عملاً لأنّ الاتّجاه العام كان يصبّ في دعمه .
إذن كتاب « الموطأ » لمالك ليس بكتاب مجهول ومهمل عندهم حتى يمكن تناسيه وتركه ، وخبر جعل عمر للصلاة خير من النوم لم يؤخذ من كتب التاريخ حتّى يشكّكوا في حجّيته ، بل أُخذ اعتماداً على كتب الحديث ونقل الفقهاء .
______________________
(١) أنوار اللغة ١ : ٣٧ طبع أحمدي لاهور .
(٢) ماهنامه جنان ١٨ نومبر ١٩٦٣ ، وپندره روزه لاهور ٥ اپریل ١٩٦٣ شماره ٣ صفحه ١٦ .