الإمامية والمعتزلة وهو يوضّح بأنّ دليلهم قد قُرّر وشُرّع على مذاقهم وقناعاتهم وأُصولهم الفكرية ولم يَمتَّ إلى مدرسة أهل البيت بأيّ صلة ، إذ جميع الناس يعلمون خطأ هذا الاستدلال عند الإمامية وعند غيرهم ، فليس كلّ من ارتضاه رسول الله لديننا هو صالح لإدارة أمور الحكم والحياة ، فهم يخطّئون رسول الله في الموضوعات الخارجية كتأبير النخل ، فكيف ينسبون إلى أمير المؤمنين هذه المقولة وأمثالها ؟
وحتّى شيخهم ابن تيمية لا يرضى بهذا الاستدلال العقيم ، فممّا قاله : « إنّ النبيّ استخلف غير واحد [ في حياته ] ، ومنهم من لا يصلح للخلافة بعد موته صلىاللهعليهوآله ، كما استعمل ابن أُمّ مكتوم الأعمى في حياته وهو لا يصلح للخلافة بعد موته ، وكذلك بشير بن عبد المنذر وغيره » (١) .
أجل ، هذا ما أرادوا الذهاب إليه والذي عرفنا جذوره وملابساته من خلال السنخية الموجودة بين رفع الحيعلة الثالثة ورفع الصلاة خير من النوم ، في حين أنّ التحقيق أثبت سقم ما ادّعوه من أدلّة ، إذ التثويب = الصلاة خير من النوم لم يكن سنّة نبوية حسبما قدّمنا ، وأنّه لو كان لكان رأياً من قبل أبي بكر وعمر وأمثالهما من الصحابة ، وقد تطوّر الرأي فيه حتّى وصل الأمر إلى تبنّي الأمويين له ، وصيرورتها بدعة أموية حسب قول الإمام الكاظم عليهالسلام .
وإليك الآن بعض نصوص علمائهم في كلّ واحدة من هذه الأُمور الثلاثة ، لكي تقف على حقيقة الأمر وأنّه لم يكن شرعيّاً ، وقد شُرّع لاحقاً لعلل وأسباب ذكروا بعضها :
______________________
(١) منهاج السنّة ٤ : ٩١ .