ومثله نسبتهم إليه أنّه شاهد رسول الله نائماً فقال : الصلاة خير من النوم ، فقال صلىاللهعليهوآله : « إجعلها في أذانك » أي في ندائك بالليل .
وبذلك يكون « الصلاة خير من النوم » مثل « قوموا من رقدتكم أيّها النيام » ، أو قول المؤذّن في ليالي رمضان « إشرب الماء وعجّل » وأمثال ذلك .
إذن الأذان بالليل لم يكن تشريعاً نبويّاً ، بل هو اقتراح من عمر بن الخطّاب لقوله : عجّلوا الأذان بالصبح يدلج المدلج وتخرج العاهرة (١) .
وأنّه يجب أن يؤتى به بغير صيغة الأذان الشرعيّ . وبواسطة غير بلال الحبشي ، لأنّ بلالاً هو مؤذّن رسول الله للفرائض لا للنوافل لا بالعكس .
|
فعن شدّاد مولى عياض قال : جاء بلال إلى النبيّ وهو يتسحّر ، فقال : لا تؤذّن حتّى ترى الفجر ، ثمّ جاءه من الغد فقال : لا تؤذّن حتّى يطلع الفجر ، ثمّ جاءه من بعد الغد فقال : لا تؤذّن حتّى ترى الفجر ، وجمع بين يديه ثمّ فرّق بينهما ، وهذا مرسل . قال أبو داود السجستاني : شدّاد مولى عياض لم يذكر بلالاً (٢) . |
ومن هذا النصّ يفهم بأنّ بلال الحبشي كان يؤذّن في الصبح ، وأنّ النبيّ أكّد عليه لزوم التحرّي والدقّة في الوقت ، وأن لا يؤذّن قبله .
وروى البيهقي بسنده عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه قال : سمعتُ أبا بكر المطرّز يقول : سمعتُ محمّد بن يحيى يقول : حديث حمّاد بن سلمة عن أيّوب عن نافع عن
______________________
(١) السنن الكبرى ١ : ٣٨٣ .
(٢) السنن الكبرى ١ : ٣٨٣ .