|
قال ابن القطّان : لأنّ ذلك كان في رمضان . وقال الطحاوي : ويحتمل أن بلالاً كان يؤذّن في وقت يرى أنّ الفجر قد طلع فيه ولا يتحقّق ذلك لضعف بصره . ثمّ ذكر الطحاوي بسندٍ جيّد عن أنس أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا يغرنّكم أذان بلال ، فإنّ في بصره شيئاً (١) . |
وعليه فباعتقادنا أنّ نداء ابن أُمّ مكتوم إلى الصبح هو الأَولى والأقرب إلى العقل والعقلاء ، لأنّ الكلّ يعلم بأنّ أذان البصير للصبح أفضل من أذان الضرير ، شريطة عدالته وتحرّيه للوقت .
ولأنّ الضرير لا علم له بدخول الوقت ، وممّن لا علم له بدخول الوقت متعذّر عليه الإعلام ، فيجب تقديم البصير العادل على الأعمى .
والشيخ الطوسي روى عن عبد الله بن علي وأنّه رأى بلالاً الحبشي وسأله عمّا سمعه من رسول الله ، وفي ذلك الخبر ما يشير إلى تحريفهم بعض النصوص جاء فيه : ... وكان لرسول الله مؤذّنان : أحدهما بلال والآخر ابن أُمّ مكتوم ، وكان ابن أُمّ مكتوم أعمى وكان يؤذّن قبل الفجر ، وكان بلال يؤذّن بعد الصبح ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّ ابن أُمّ مكتوم يؤذّن بليل ، فإذا سمعتم أذانه فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان بلال ، فغيّرت العامة هذا الحديث عن جهته وقال أنّه عليهالسلام قال : إنّ بلالاً لا يؤذّن بليل ، فإذا سمعتم أذانه فكلوا واشربوا حتّىٰ تسمعوا أذان ابن أُمّ مكتوم (٢) .
______________________
(١) السنن الكبرى ١ : ٣٨٥ .
(٢) مَن لا يحضره الفقيه ١ : ١٩٤ / ٩٠٥ .