كما روى الكليني بسنده عن الحلبي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّه قال : كان بلال يؤذّن للنبي وابن أُم مكتوم ، وكان أعمى يؤذّن بليل ويؤذّن بلال حتّى يطلع الفجر (١) .
وفي رواية أخرى عن زرارة عن أبي عبد الله أنّ رسول الله قال : هذا ابن أُمّ مكتوم وهو يؤذّن بليل ، فإذا أذّن بلال فعند ذلك فامسك ، يعني في الصوم (٢) .
هذه هي النصوص الموجودة في مدرسة أهل البيت وهي تخالف ما يحكونه عن بلال في كتبهم .
أُنظر إلى المفارقة بين الأذانين والمؤذّنين ، وابحث عن سرّ تأكيدهم على جعل ابن أُمّ مكتوم مؤذّناً للصبح في عهد رسول الله دون بلال ، مع اعتقادهم بكراهة أذان الأعمى .
فالذي أرجّحه أنّ بلال الحبشي كان يؤذّن على عهد رسول الله بـ « حيّ على خير العمل » في الصبح وغيره ، ولم يثبت عنه الأذان بـ « الصلاة خير من النوم » ، وأنّ ما ادّعوه من مشاهدته لنوم النبيّ جاءت لتصحيح نسبة « الصلاة خير من النوم » عن رسول الله عن طريق بلال ، وكذا قولهم بأذانه في الليل ـ قبل دخول وقت الفجر ـ ، جاء لعدم ثبوت ندائه بالتثويب في أذان الفجر ، وأمثال ذلك .
وعليه فممّا يمكن قوله هنا أنّ مقتضى الأصل هو جواز النداء بالليل شريطة أن يقصدوا به الإشعار والتنبيه ولإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ، مع عدم اعتبارهم
______________________
(١) الكافي ٤ : ٩٨ / ٣ .
(٢) الكافي ٤ : ٩٨ / ١ .