وقال الحافظ أبو نعيم الإصفهاني في « معرفة الصحابة » معدّداً أسماء الإمام ، فقال : « ... والهادي والواعي والشاهد وباب المدينة وبيضة البلد ... » (١) .
ومن خلال معرفتنا الكليّة هذه نعرف أنّ تعظيم الرسالة لا يمكن إلّا بتعظيم الولاية ، كما أنّ الغرض من النداء بالشهادة الثانية لا يتحقّق إلّا بالنداء بالشهادة الثالثة كنائيّاً من خلال « حيّ على خير العمل » .
وباعتقادي أنّ الآيات الأربعة الآنفة الذكر في سورة المائدة فيها نحو ارتباط بين الولاء والبراءة ، وكذا فيها وصايا للذين آمنوا بأن لا يتّبعوا الذين اتّخذوا دين الله هُزواً .
فإنّ تلك الآيات الأربعة لو جُمعت مع الآيتين ٥٦ و ٥٧ من سورة الأحزاب : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا * إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) ، مع الآية ٣ من سورة البراءة (التوبة) : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) ، وخصوصاً بعد معرفتنا خلفيّات الآية الأخيرة وأنّها ترتبط بأبي بكر وعلي بن أبي طالب ، لَاتّضح لنا سرّ حذف عمر ابن الخطّاب فصل الأذان « حيّ على خير العمل » ووضعِه « الصلاة خير من النوم » مكانه ، وقولِه للأنصار : يا معشر الأنصار ، ألستم تعلمون أنّ رسول الله أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس ؟
______________________
(١) معرفة الصحابة ١ : ٣٥٦ ، وانظر ص ٣٧٢ أيضاً .