قالوا : بلى .
قال : فأيّكم تطيب نفسه أن يتقدّم أبا بكر ؟
قالو : نعوذ بالله أن نتقدّم أبا بكر (١) .
أجل ، فَعَلُوا كلّ ذلك مضادّةً لنهج الإمام علي ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان لا يرتضي الصلاة عليه بالصلاة البتراء (٢) ، بل كان يؤكّد بأن لا يُذكَر إلّا مع أهل بيته ، مؤكّداً في كلامه صلىاللهعليهوآله بأنّ من آذى فاطمة فقد آذاه (٣) ، وقد عرفنا بأنّ فاطمة الزهراء ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر (٤) . وقد هجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتّى تُوفّيت (٥) .
وفي « صحيح البخاري » باب غزوة خيبر : فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلّمه حتّى توفّيت (٦) .
وفي موضع آخر : فهجرته فاطمة فلم تكلّمه حتّى ماتت (٧) .
إذن ، فالآيات الآنفة تحمل معها معاني سامية ، خصوصاً الآية ٥٧ من سورة الأحزاب التي تلت آية الأمر بالصلاة على النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فهي تلعن الذين يؤذون الله
______________________
(١)
(٢) الصواعق المحرقة ٢ : ٤٣٠ ، القول البديع للسخاوي : ٣٥ ، رشفة الصادي للحضرمي : ٢٩ ، أرجح المطالب للآمر تسري : ٣١٨ .
(٣) سنن البيهقي ١٠ : ٢٠١ / ٢٠٦٥١ ، شرح مشكل الآثار ١٣ : ٢٠٨ / ٥٢١٢ .
(٤) شرح ابن أبي الحديد ٦ : ٥٠ .
(٥) صحيح البخاري ٣ : ١١٢٦ / ٢٩٢٦ باب فرض الخمس .
(٦) صحيح البخاري ٤ : ١٥٤٩ / ٣٩٩٨ ، ومسلم ٣ : ١٣٨٠ / ١٧٥٩ .
(٧) صحيح البخاري ٦ : ٢٤٧٤ / ٦٣٤٦ باب لا نُورّث ما تركناه صدقة !