وروى الدارمي وغيره في حديث أبي محذورة أنّ النبيّ أمر نحواً من عشرين رجلاً فأذّنوا (١) .
وفي « فتح الباري » لابن رجب : وروى وكيع في كتابه عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر : كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله ثلاثة مؤذّنين : بلالٌ وأبو محذورة وابن أُمّ مكتوم ، فإذا غاب واحدٌ أذّن الآخر . وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لقد هممتُ أن أجعل المؤذّنين ستّةً . قال : فإذا أُقيمت الصلاة اشتدّوا في الطرق ، فآذنوا الناس بالصلاة .
هذا مرسلٌ ضعيف ؛ فإن جابراً هو الجعفي .
وأبو محذورة لم يكن يؤذّن للنبيّ صلىاللهعليهوآله بالمدينة .
ثمّ أتى ابن رجب بعد ذلك بما خرّجه البيهقي في « سننه ١ : ٤٢٩ » عن عائشة أنّها قالت : كان للنبيّ صلىاللهعليهوآله ثلاثة مؤذّنين : بلال ، وأبو محذورة ، وابن أُمّ مكتوم .
وقال : قال أبو بكر ـ يعني ابن إسحاق ـ : هو صحيح .
وليس كما قال ابن إسحاق .
هذا في كتاب ابن أبي شيبة « المصنَّف » .
والصحيح : حديث وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر الجعفي ، عن الشعبي مرسلاً .
وروى الإمام أحمد : ثنا إسماعيل : ثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : كان للنبيّ صلىاللهعليهوآله مؤذّنانِ : بلال وعمرو بن أُمّ مكتوم . وهذه الرواية أصحّ .
______________________
(١) التلخيص الحبير ٣ : ١٩٩ ، وانظر ص ١٢٣ كذلك .