وأخرى مرسلة من طريق يوسف بن عبيد وغيره عن حميد بن هلال ، وأخرى من طريق سعيد بن قتادة مرسلة ووصلها أبو يوسف عن سعيد بذكر أنس .
فهذه طرق يُقوّي بعضها بعضاً قوّة ظاهرة ، فلهذا ـ والله أعلم ـ استقرّ بلال يؤذّن الأذان الأوّل . انتهى (١) .
وقال ابن رجب في (باب أذان الأعمى إذا كان له من يخبره) بعد أن أتى بما حدّثه عبد الله بن مسلمة عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ بلالاً يؤذّن بليل ، فكلوا واشربوا حتّى ينادي ابن أُمّ مكتوم ، وكان رجلاً أعمى ، لا ينادي حتّى يقال له : أصبحتَ ، أصبحت .
كذا روى القعنبيّ هذا الحديث عن مالك ، ووافقه ابن أبي أويس وابن مهدي وعبد الرزاق وجماعة .
وهو في « الموطّأ » عن ابن شهاب ، عن سالم ـ مرسلاً ، وكذا رواه الشافعيّ ، والأكثرون عن مالك .
ورواه سائر أصحاب الزهريّ ، عنه ، عن سالم ، عن أبيه ـ مسنداً ـ .
وقد خرّجه مسلم من رواية الليث ويونس عن ابن شهاب كذلك ، ولم يخرجه من طريق مالك .
ورواه معمر وابن إسحاق عن الزهري ، عن ابن المسيّب مرسلاً أيضاً .
وقوله في آخر الحديث : « وكان رجلاً أعمى » قد أدرجه القعنبي في روايته عن مالك في حديثه الذي خرّجه عنه البخاريّ ، وكذا رواه أبو مسلم الكجي عن القعنبي .
______________________
(١) شرح الزرقاني على موطّأ مالك ١ : ١٥٤ ـ ١٥٥ .