وكذا رواه عبد العزيز بن [ أبي ] سلمة بن الماجشون ، عن الزهريّ ، عن سالم ، عن أبيه ، وأدرجه في الحديث .
وخرّج البخاريّ حديثه في موضع آخر .
والحديث في الموطّأ كلّه ، عن ابن شهاب ، عن سالم مرسلاً ، فالذي في آخره يكون من قول سالم حينئذٍ .
وقد بيّن جماعة من رواة الموطّأ أنّه من قول ابن شهاب ، منهم : يحيى بن يحيى الأندلسي .
وقد رواه الجماعة عن القعنبيّ ، عن مالك ، فأسندوا الحديث ، وجعلوا قوله : « وكان رجلاً أعمىٰ » إلى آخره من قول الزهري ، منهم : عثمان بن سعيد الدارمي والقاضي إسماعيل وأبو خليفة الفضل بن الحُباب وإسحاق بن الحسن .
وروى هذا الحديث ابن وهب ، عن الليث ويونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه فذكر الحديث ، وزاد : قال يونس في الحديث : وكان ابنُ أُمّ مكتوم هو الأعمى الذي أنزل الله فيه ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) ، كان يؤذّن مع بلال .
قال سالم : وكان رجلاً ضرير البصر ، ولم يكن يؤذّن حتّى يقول له الناس حين ينظرون إلى بزوغ الفجر : أذِّن . خرّجه البيهقي وغيره (١) .
أقول :
وعليه فقد عرفت أنّ القوم سعوا ـ وبجهدهم الجهيد ـ أن يلقوا تبعة « الصلاة خير من النوم » على بلال لأنّه هو المؤذّن الشرعي لرسول الله ، ولا خلاف فيه .
______________________
(١) فتح الباري لابن رجب ٣ : ٤٩٨ ـ ٤٩٩ .