بينما المسلمون في صلاة الفجر ، لم يفجأهم إلّا رسول الله صلىاللهعليهوآله كشف سِتْر حُجرة عائشة ، فنظر إليهم وهم صفوف ، فتبسّم يضحك ونكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه ليصل له الصف ، فظنّ أنّه يريد الخروج ، وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فأشار إليهم : أتمّوا صلاتكم . فأرخى الستر وتُوفيّ من آخر ذلك اليوم (١) .
وفيه أيضاً عن شعيب عن الزهري : فكشف النبيّ صلىاللهعليهوآله ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأنّ وجهه ورقة مصحف ، ثمّ تبسّم يضحك ، فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبيّ صلىاللهعليهوآله فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصفّ .... (٢) .
فهذه النصوص تُفهِم وبوضوح أنّ حجرة عائشة كانت في قبلة المسجد لا على يساره كما يقولون ، لأنّ النبيّ حينما كشف الستر أخذ ينظر إلى المسلمين وينظرون إليه بحيث أمكنهم أن يصفوه « ... وهو قائم كأنّ وجهه ورقة مصحف » ، وهذا لا يمكن تصوّره إذا تصوّرنا كون بيت عائشة في يسار المسجد ، إذ لا يجوز للمسلم أن يلتفت في صلاته إلى اليمين أو الشمال أو الخلف ، إلّا أن نقول بأنّهم كانوا قد رأوه قبل أن يبدؤوا بالصلاة ، هذا من جهة .
______________________
(١) صحيح البخاري ١ : ١٨١ باب هل يُلتفَت لأمر ينزل به ، التاريخ الصغير ١ : ٢٧ باب وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، الثقات لابن حبّان ٢ : ١٢٩ ـ ١٣٠ ، مسند أحمد بن حنبل ٣ : ١٦٣ ، وج ٣ : ١٩٦ ، وج ٣ : ١٩٧ ، مسند أنس بن مالك ! مسند أبي عوانة ٢ : ١٢٩ ـ ١٣٠ كتاب الصلاة ، سيرة ابن هشام ٤ : ٣٠٢ ـ ٣٠٣ باب تمريض رسول الله في بيت عائشة ، تاريخ الطبري ٣ : ١٩٨ أحداث سنة ١١ هـ .
(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٤ كتاب الصلاة ، باب أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة ، صحيح مسلم ٢ : ٢٤ باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر ، التاريخ الصغير ١ : ٢٧ باب وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، الطبقات الكبير ٢ : ١٧ ـ ١٨ .