لمّا ثقل رسول الله صلىاللهعليهوآله جاء بلال يؤذّنه بالصلاة ، فقال : مروا أبا بكر أن يصلّي بالناس .... إلى أن تقول :
فلمّا دخل في الصلاة وجد رسول الله في نفسه خفّة ، فقام يُهادى بين رجلين ورجلاه تخطّان في الأرض حتّى دخل المسجد . فلمّا سمع أبو بكر حسّه ذهب أبو بكر يتأخّر ، فأومأ إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله [ قم مكانك ] ، فجاء رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى جلس عن يسار أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلّي قائماً وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّي قاعداً ، يقتدي أبو بكر بصلاة رسول الله والناس مقتدون بصلاة أبي بكر (١) .
وفي ثالث بسنده عن أحمد بن يونس ، قال زائدة عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، قال : دخلت على عائشة ، فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قالت :
... ثمّ إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وجد من نفسه خفّة فخرج بين رجُلَين أحدهما العباسُ لصلاة الظهر وأبو بكر يصلّي بالناس ، فلمّا رآه أبو بكر ذهب ليتأخّر ، فأومأ إليه النبيّ صلىاللهعليهوآله بأنْ لا يتأخّر . قال : أجلِساني إلى جنبه . فأجلساه إلى جنب أبي بكر ... فجعل أبو بكر يصلّي قائماً [ أو : وهو قائم ] وهو يأتمّ بصلاة النبيّ صلىاللهعليهوآله والناس بصلاة أبي بكر ، والنبي قاعد (٢) .
______________________
(١) صحيح البخاري ١ : ١٧٢ ـ ١٧٣ باب الرجل يأتمّ بالإمام ويأتم الناس بالمأموم ، وانظر : صحيح مسلم ٢ : ٢٢ ـ ٢٣ باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر .
(٢) صحيح البخاري ١ : ١٦٦ ـ ١٦٧ باب إنّما جُعل الإمام ليُؤتمّ به وصلّى النبيّ في مرضه الذي تُوفّي فيه بالناس وهو جالس ، صحيح مسلم ٢ : ٢٠ ـ ٢١ باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر ، سنن النسائي (المجتبى) ٢ : ٧٨ ـ ٧٩ باب الائتمام بالإمام يصلّي قاعداً ، مسند أحمد ٢ : ٥٢ ـ ٥٣ مسند عبد الله بن عمر ، سنن الدارمي ١ : ٢٣٠ ـ ٢٣١ / ٥١٤١ باب فيمن يصلّي خلف الإمام والإمام جالس ، المصنّف لابن أبي شيبة المغازي باب ما جاء في وفاة النبي صلىاللهعليهوآله .