« الصلاة خير من النوم » هي جملة تُردد في أذان الفجر خاصّة ، وقد اختلف الأعلام في تفسير معناها ودلالتها ، وهل « الألف » و « اللام » فيها للجنس أم للعهد ، وقد ذهب الغالب منهم إلى أنّها إشارة إلى جنس « الصلاة » وجنس « النوم » ، لكنّهم مع ذلك شكّوا في انسجام لحاظ الخيرية بين الصلاة التي هي عبادة والتي هي ( لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) ، والنوم الذي هو راحة ودعة .
فقد فسر ابن عابدين هذه الجملة مريدا حلّ هذه الإشكالية بقوله : « الصلاة خير من النوم » إنّما كان النوم مشاركة للصلاة في أصل الخيرية ، لأنّه قد يكون عبادة كما إذا كان وسيلة إلى تحصيل طاعة أو ترك معصية أو لأنّ النوم راحة في الدنيا والصلاة راحة في الآخرة فتكون أفضل (١) .
قال الصنعاني في سبل السلام : « قلت : وعلى هذا ليس الصلاة خير من النوم من ألفاظ الأذان المشروع للدعاء إلى الصلاة والإخبار بدخول وقتها ، بل هو من الألفاظ التي شرعت لإيقاظ النائم وهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخّرة عوضاً عن الأذان الأوّل » .
______________________
(١) حاشية ردّ المحتار على الدرّ المختار ١ : ٤١٨ .