الذين اتبعوا رسول الله بالمفلحين في قوله تعالىٰ : ( فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
فإذن فـ « حيّ على الفلاح » تعني اتباع سنّة رسول الله بعد عبادة الله . وهذا يرشدنا إلى الترابط الأُصولي بين فصول الأذان الشهادات والحيعلات .
لكنّا لا نشاهد هذا الترابط بين الخيرية الملحوظة في الصلاة والخيرية في النوم .
وعليه فالإنسان لو نظر إلى الأذان نظرة معرفية وقيمية وعرف أنّه ليس إعلاماً لوقت الصلاة فقط ، بل هو بيان لأُصول العقيدة وأركان الدين من التوحيد والنبوّة و ... وقد شرّع هذا الأمر في الإسراء والمعراج لا في المنام لأحسّ بالتهافت الملحوظ بين هذه الجملة وبين الفصول الأخرى الموجودة في الأذان بناء على التفسير الساذج الذي إليه أغلب العامّة .
ولعرف أيضاً بأنّ التقليل من شأن الأذان ومكانته وجعله منامياً جاء من قبل اتباع الشجرة الملعونة في القرآن الذين رأهم رسول الله في منامه ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك وأنزل سبحانه فيهم قوله : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ) .
وهؤلاء كانوا يحسدون محمّداً وآل محمّد ويسعون في طمس ذكرهم ، لكنّ الله أبى إلّا أن يرفع ذكرهم في قوله تعالىٰ : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) وقوله : ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) .
إذن الصراع بين الحقّ والباطل والنفاق والإيمان والتحريف والأصالة كان ولا يزال قائماً .
وإنّي
في هذا الجانب أُريد أن أُفسّر هذه الجملة من وجهة نظر عقائدية لا فقهية ،