وقال الإمام الحسن عليهالسلام لمعاوية لما استنقص عليّاً وحاول الحط من ذكره : « أيّها الذاكر عليّاً ، أنا الحسن وأبي عليّ ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأمّي فاطمة وأمّك هند ، وجدّي رسول الله وجدّك حرب ، وجدّتي خديجة وجدّتك قتيلة ، فلعن الله أخمَلَنا ذكراً ، وألأمنا حَسَباً ، وشرّنا قَدَماً ، وأقدمنا كفراً ونفاقاً » ، فقال طوائف من أهل المسجد : « آمين » (١) .
والعقيلة زينب قد أشارت إلى هذه الحقيقة أيضاً مخاطبة يزيد بقولها : « كد كيدك ، واسْع سعيك ، واجهد جهدك ، فوالله الذي شرّفنا بالوحي والكتاب والنبوّة والانتخاب ، لا تُدرك أمدنا ، ولا تَبلُغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يُرْخَضُ عنك عارها ... » (٢) .
إذن سعى القومُ لإطفاء نور الله وتحريف الشريعة ، بضرب جذورها ـ وهم الأئمّة مفاتيح معرفة التوحيد والنبوّة والقرآن ـ لكنّ الله أتمّ نوره وأكرم نبيّه بكرامات كثيرة .
وقد مَرَّ عليك دلالة القرآن والحديث النبويّ الشريف وأدعية المعصومين على التقارن الطولي بين اسمه واسم أوصيائه ، فمنها قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (٣) .
______________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٤٦ ، شرح نهج البلاغة ١٦ : ٤٧ .
(٢) الاحتجاج ٢ : ٣٧ ، عنه في بحار الأنوار ٤٥ : ١٦٠ .
(٣) والتي نزلت في عليّ انظر تفسير الطبري ٦ : ٢٨٦ ، تفسير القرطبي ٦ : ٢٢١ ، مرقاة المفاتيح ١١ : ٢٤٦ ، شرح المقاصد في علم الكلام ، للتفتازاني ٢ : ٢٨٨ ، قال : نزلت باتفاق المفسرين في علي بن أبي طالب ؟ ، وهي الآية ٥٥ من سورة المائدة .