يقوله في الرضا ، وهؤلاء هم الذين رفعوا اصواتهم فوق صوت النبي (١) ، واخذوا يناقضون النبي ويناقضهم (٢) ويلمزونه في الصدقات (٣) وهم الذي إذ راوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوه قائماً (٤) ومنهم من رمى فراش الرسول بالافك (٥) وتواطوا على اغتياله ليلة العقبة (٦) وكانوا يؤذون النبي (٧) حتى نزل فيهم ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ) .
وهؤلاء هم الذي لم يمتثلوا لأمر الرسول في مرض موته حينما قال لهم : ائتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعدي أبدا ، واخذوا بثوب النبي لما أراد الصلاة على المنافق ، واجتهدوا مقابل النص .
فرجال هذا الاتّجاه كانوا يريدون أن يقولوا بأنّ ما أتى به الرسول من عند الله
______________________
(١) في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ) . الآية ٢ من سورة الحجرات .
(٢) كما في قصة عبد الله بن عمرو بن العاص ومناقضته للنبي في مدة قراءة القرآن وصيام الدهر ، أُنظر الطبقات الكبرى ٤ : ٢٦٤ ، وتعليقة الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ : ٨٥ ـ ٨٦ على كلامه ، كما اُنظر كتابنا وضوء النبي ٢ : ٤٩٢ .
(٣) اُنظر أقوال المفسرين في تفسير الآية ٥٨ من سورة التوبة .
(٤) اُنظر ما جاء في الآية ١١ من سورة الجمعة عند المفسرين .
(٥) اُنظر ما جاء في الآية ١١ من سورة النور عند المفسرين .
(٦) التوبة : ٧٤ ، واُنظر شرح النووي على مسلم ٧ : ١٢٥ ، المعجم الأوسط ٤ : ١٤٦ / ح ٣٨٣١ ، ٨ : ١٠٢ / ح ٨١٠٠ ، الأحاديث المختارة ٨ : ٢٢٠ / ح ٢٦٠ ، وقال اسناده صحيح ، مجمع الزوائد ١ : ١١٠ ، البداية والنهاية ٥ : ٢٠ ، ورواه مسلم مختصراً في صحيحه ٤ : ٢٤٣ / ح ٢٧٧٩ ، السنن الكبرى للبيهقي ٨ : ١٩٨ ، مسند أحمد ٤ : ٣١٩ / ح ١٨٩٠٥ ، تاريخ الإسلام ٢ : ٦٤٨ ، مسند البغوي ٢ : ٣٠٧ .
(٧) لقوله تعالى في سورة التوبة ٦١ : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ ) .