هو أهمّ من نفس الرسول ، فالصلاة أهمّ من النوم ، أي كان حال قولهم : اتركوا رسول الله وشأنه عند مرض موته ، واقدموا على ما دعاكم إليه من الاهتمام بالعبادات مثل : الصلاة ، الصوم ، الزكاة ، الحج ، فـ « الصلاة خير من النوم » .
والأنكى من ذلك ان هذا الاتجاه كان يعتقد بأن النبي كغيره من الناس قد يغلب عليه النوم حتى تطلع الشمس أو أنّهم كانوا يقولون بأكثر من ذلك .
فقد أخرج ابن أبي عاصم (ت ٢٨٧ هـ) في كتاب « الآحاد والمثاني » عن يزيد بن صالح الرحبي ، حدثني ذو مخبر أنهم كانوا في سفر مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فانصرف النبي صلىاللهعليهوآله فأسرع السير فتقطع الناس وراءه ، فقال قائل : يا رسول الله تقطع الناس وراءك ، فجلس حتى تكامل الناس إليه .
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ أو قال قائلهم ـ : لو هجعت بنا هجعة ، أو قال النبي صلىاللهعليهوآله : هل لكم بهجعة هجعة ؟ فوافق ذلك منهم فقالوا : نعم جعلنا الله عز وجل فداك ، فنزل فنزلوا .
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : من يكلؤنا الليلة ، فقال ذو مخبر : أنا يا رسول الله جعلني الله عز وجل فداك ، فأعطاني ناقته فقال : هاك لا تكونا لكعا .
قال : وأخذت بخطام الناقة فتنحيت غير بعيد ، فأنا أحترس وهما ترعيان ، فأخذني النوم ، فلم أستيقظ حتى وجدت حر الشمس على وجهي ، فنظرت يمينا وشمالا فإذا الراحلتان غير بعيد ، فقمت إليهما فأخذت بخطامهما ، فأتيت القوم فإذا هم نيام ، فأيقظت الأدنى وقلت : صليتم ، قال : لا .
فأقام
بعضهم بعضا حتى قام النبي صلىاللهعليهوآله ، فقال : يا بلال هل
في المبيضة ماء ، قال : نعم ، جعلني الله فداك ، فتوضأ وضوءا لم يلت منه التراب ، فقام فركع