ركعتين غير معجل ، ثم أمر بلالا ؟ فأذن فثوب فصلى بهم غير عجل ، فقال قائل : يا رسول الله فرطنا ، فقال : قبض الله عز وجل أرواحنا ثم ردها إلينا وقد صلّينا (١) .
انظر كيف اقام المسلمون بعضهم بعضاً وكان النبي آخرهم قياماً للصلاة !
إنّها مهزلة واستنقاص بالرسول وإيما استنقاص بحيث تراه لا يفيق من المنام إلا بعد ان تشرق الشمس على وجوه المسلمين ، وسبحانه يخاطبه وهو غارق في عبادته : ( طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ) .
في حين هناك اتجاه آخر لا يرتضي هذا الفهم ، بل يعتقد بأنّ أوامر الرسول والحفاظ على نفسه صلىاللهعليهوآله هو أهمّ من الصلاة ، ومن هؤلاء الإمام عليّ الذي لم يتحرّك للصلاة في أوّل وقتها ، لأنّ رسول الله كان رأسه في حجر عليّ ، والوحي كان ينزل عليه ، فبقي الإمام علي على هذه الحالة امتثالا لأمر الله ورسوله حتّى كادت الشمس أن تغيب ، وفاته أن يصلي في وقت الفضيلة من قيام ، فجازاه الله سبحانه بردّ الشمس عليه (٢) .
إذن كان بين الصحابة من يعتبر أمر رسول الله أهمّ من الصلاة ، بعكس مجموعة أخرى التي ترى أداء الصلاة أهمّ من أمر الرسول ، في حين أنّ رسول الله نفسه كان من القسم الأوّل ؛ إذ في البخاري وغيره أنّ أبا سعيد بن المعلى
______________________
(١) الآحاد والمثاني ٥ : ١٢٣ / ح ٢٦٦٤ .
(٢) قرب الإسناد : ١٧٥ / ح ٦٤٤ ، علل الشرائع ٢ : ٣٥٢ / ح ٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٠٣ / ح ٦١٠ ، تهذيب الأحكام ٢ : ٢٧٧ / ح ١ ، المعجم الكبير ٢٤ : ١٤٤ / ح ٣٨٢ ، مجمع الزوائد ٨ : ٢٩٧ ، قال : رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقه .