الأنصاري كان في الصلاة ، فدعاه رسول الله التباطؤ حتى أكمل صلاته ثمّ جاء إلى رسول الله ، فاعترض رسول الله على هذا التباطأ موبّخاً إيّاه بقوله : ألم تسمع قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ) (١) .
وهو قد وقف أمام من منع من تدوين حديثه بدعوى أنّه يقول في الرضا ما لا يقوله في الغضب ولزوم الاكتفاء بالقرآن دون سُنّته ، فقال صلىاللهعليهوآله : ألا وإنّي قد أُوتيت الكتاب ومثله معه (٢) .
فقد يكون في الشعار (٣) ، إشارة إلى هذين الاتجاهين عند وفاة رسول الله ثم من بعده .
وبما أنّ النهج الحاكم كان من الذين يأخذون بظواهر الأمور ، ومخالفيهم كانوا يأخذون بالاتّجاه الآخر ، لذلك جعلت مدرسة الخلافة شعار : « الصلاة خير من النوم » في الصبح خاصة شعاراً مميّزاً لها عن غيرها .
وقد يمكننا أن نؤيد هذا التقسيم الثنائي بعد رسول الله بما بدر من عمر من تقديمه الصلاة العبادية على النّبي .
|
ففي
سنن النسائي (المجتبى) عن عطاء ، قال : سمعت ابن عباس |
______________________
(١) سورة الأنفال : ٢٤ . والجز في ص ٦٤ وهو الصديق .
(٢) مسند أحمد ٤ : ١٣٠ / ١٧٢١٣ و ١٣٢ / ١٧٢٣٣ ، سنن ابن ماجة ١ : ٦ / ١٢ ـ باب تعظيم حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله ، سنن أبي داود ٤ : ٢٠٠ / ٤٦٠٤ باب في لزوم السنّة ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ : ٣٣١ / ١٩٢٥٢ ، الكفاية للخطيب : ٢٣ .
(٣) أعني « الصلاة خير من النوم » .