|
يقول : أعتم رسول الله ذات ليلة العتمة حتى رقد الناس واستيقضوا ، ورقدوا واستيقظوا ، فقام عمر فقال : الصلاة الصلاة (١) . وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد الساعدي : إنّ رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال : أتصلّي للناس فاقيم ؟ قال : نعم ، فصلى أبو بكر ، فجاء رسول الله والناس في الصلاة ... (٢) |
فها هو أبو بكر وعمر ، يتقدّم أولّهما على الرسول للصلاة بالمسلمين ثمّ يأتي صلىاللهعليهوآله فيتنحّى ليترك المصلّى لرسول الله ، ويحاول الثاني تعليمه صلىاللهعليهوآله ، وكأنّه صلىاللهعليهوآله لا يعلم الصلاة ولا مواقيتها .
ألم يكن الأولى أن ينتظروا رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مصدر التشريع ، وأن لا يتقدموا عليه . لأنّه من غير المعقول أن يترك رسول الله الصلاة في أول وقتها ، فالتقدم عليه من غير إذنه تجاوز وخروج عن الأدب والدين ، وهو لا يقل سوء أدباً من رفع صوته بمحضر النبي .
|
وفي
كتاب الوصية عن الإمام الكاظم عليهالسلام : إنّ النبيّ لما
ثقل في مرضه دعا عليّاً فوضع رأسه في حجره وأغمي عليه ، وحضرت الصلاة فأُذّن بها ، فخرجت عائشة فقالت : يا عمر أخرج فصل بالناس ، |
______________________
(١) سنن النسائي (المجتبى) ١ : ٢٦٥ / ح ٥٣١ ، صحيح مسلم ١ : ٤٤٤ / ح ٦٤٢ مثله .
(٢) صحيح البخاري ١ : ٢٤٢ / ح ٦٥٢ .