|
فقال : أبوك أولى بها مني ... قالت [ عائشة ] : مع أنّ محمداً مغمى عليه لا أراه يُفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ـ تريد علياً ـ فبادر بالصلاة من قبل أن يفيق (١) . |
كما أنّ الشيخين وأتباعهما ، ورؤوس الأنصار ، تركوا رسول الله وهو على فراش الموت وذهبوا يتنازعون فيمن يكون له الأمر ، وظلّ عليٌّ مع النبي صلىاللهعليهوآله ، لأنّهم كانوا يعتقدون بأنّ أمر الخلافة أهم من الرسول وموته وتغسيله وتكفينه ، لكن علياً كان يرى خلاف ذلك وأنّ النبيّ هو الأهم .
فحين أحتج أمير المؤمنين على المهاجرين والأنصار وكانت معه فاطمة عليهاالسلام ، كانوا يقولون :
|
يا بنت رسول الله مضت بيعتنا لهذا الرجل [ أي أبا بكر ] ، ولو أنّ زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به . فقال علي عليهالسلام : « أفكنت أدع رسول الله في بيته لم أدفنه ، وأخرج أنازع الناس سلطانه ؟ » فقالت فاطمة عليهاالسلام : « ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له ، ولقد صنَعوا ما الله حسيبهم وطالبهم » (٢) . |
إذن كان علي وفاطمة ورهط من الصحابة يرون أنّ ذات النّبي المقدسة هي أهم من كل العبادات ، خلافاً للذين يأخذون بالظواهر والقشور ويتركون اللّبّ .
______________________
(١) كتاب الوصية : ١٤٢ ، وانظر الطرف للسيّد ابن طاووس أيضاً .
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ١٩ .