المؤمنين وفجعتهم بقتل عثمان وما ارتكبه جاره [ يعني علي ] بغياً وحسداً وامتناعه عن نصرته وخذلانه إيّاه .
فأجابه عمرو : أما علمت ان ابا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله وبات على فراشه فهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة وقال فيه : من كنت مولاه فعلي مولاه ... وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل ودين والسلام (١) .
وحين جاء سبعة رهط إلى ابن عباس ووقعوا في عليّ عليهالسلام قام ابن عباس ينفض ثيابه ويقول : أن وتف ، وقعوا في رجل له عشرة .
ثمّ ذكر حديث الرأية ، وتبليغ براءه ، وحديث بيعة العشيرة ، وكونه اُول من اسلم ، وآية التطهير ، وشرى نفسه ولبس ثوب النبي ثم نام مكانه ، فكان المشركون يرون أنّه رسول الله ، فجاء أبو بكر وعلي نائم ، وكان أبو بكر يحسب أنّه رسول الله ، فقال له علي : إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه ، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ... وذكر حديث المنزلة ، وحديث : أنت ولي كل مؤمن بعدي ، وسد الأبواب ، وحديث الغدير (٢) .
فلا يستبعد أن يكون عمر ـ ثمّ من بعده معاوية واتباعه ـ أرادوا بهذه الجملة الإشارة إلى فضليتي الصلاة والغار في الأذان معاً كي يربطوا أوّل الادّعاء بنهايته ، أو قل : أرادوا أن يربطوا ما نقلوه من فضائل لأبي بكر ـ قبالاً لما ورد من أخبار في
______________________
(١) بحار الأنوار ٣٣ : ٥١ / ٩٥٤ ، كشف الغمة ١ : ٢٥٨ .
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤٣ / ح ٤٦٥٢ ، مسند أحمد ١ : ٣٣٠ / ح ٣٠٦٢ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ : ١١٣ / ح ٨٤٠٩ ، مناقب الخوارزمي : ١٢٦ ، ذخائر العقبى : ٨٧ ـ ٨٨ .