القارئ .
المهم ، أنّ هذه المسألة لم تبحث في كتبنا وكتب غيرنا قبلنا ، بصورة واضحة وعميقة وأنّ الشواهد والقرائن التي قدمناها تخرجنا من التفرّد بالرأي .
إذ أنّ علماءهم وفقهاءهم لم يدعوا بأنّهم عرفوا كل الأشياء ووقفوا على جذور جميع الأمور وملابساتها .
فهم يعلمون بأن مجهولاتهم أكثر من معلوماتهم ، وأنّهم لم يوضّحوا كثيراً من الأُمور للناس ، معل علمهم بأنّ الأيام ستكشف ما هو مخبّا ومجهول .
وإنّ منهجنا ـ في هذا الكتاب كما هو في غيره ـ فهو السعي في الوقوف على الملابسات والعلل والأسباب الكامنة في الوقائع والأحداث ، وهذا هو المنهج الذي يجب أن نتبعه في أبحاثنا ، وقد اتبعناه بالفعل في أكثر من دراسة ، ومن خلاله كشفت لنا بعض الخيوط الخفية في هذا الابداع أو ذاك (١) ، وهو يساعدنا أيضاً لكشف المجهول منه .
وبهذا فقد اتضح لنا بأنّ عمر كان يريد صرف الخلافة عن الإمام عليّ عليهالسلام وفي المقابل أن يدعو إلى خلافة أبي بكر ، وهذا هو الذي عرفه أئمّة أهل البيت عليهمالسلام عنه وبيّنوه لنا ، كما أنّ عمر بن الخطاب عرف بأنّ أهل البيت يعرفون ذلك منه ، وللتأكيد سأل ابن عباس بقوله :
يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمّد ؟ قال ابن عباس : فكرهت أن أجيبه .
______________________
(١) مثل تاريخ اختلاف المسلمين في الوضوء وقد بياننا للدواعي المنظورة فيه .