متفان في ذات الله ، فكيف والحال هذه يمكننا تصوّر وقبول حكاية نومه المزعومة ومجيء بلال إليه ... إلى آخر ما في القصّة من مفارقات تتعارض مع ما نعتقده في الرسول والرسالة ، كل ذلك مع اخذنا بنظر الاعتبار سعي الأمويين في استنقاص رسول الله ، وجعلهم تشريع الأذان منامياً ، كل ذلك مضادة مع الرؤيا التي راها رسول الله فيهم .
إذن ما نقول به له جذور في كتب القوم ويمكن البحث عن خيوطه عندهم في القرون الأولى ، لكنّهم يخافون التصريح به وربطه بالإمامة ، وأنّهم يقصدون بكلامهم ما قلناه عنهم ، لأنّه سيدعوهم إلى القول بما اتّهمونا من البدعية في الأذان وأخذنا بالتأويلات البعيدة ، فهم قد فعلوا ما نحن براء منه إذ أوّل أخبار الأذان وقالوا بكذا وكذا فيه . وأنّ فتح هذه المسألة سيكشف عن عمق نوايا عمر ومدرسة الخلفاء ومضادّتهم مع النهج النبويّ العلويّ .
مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّهم لو قالوا بما قلناه لأقرّوا بصحّة أخبارنا ومقاربتها للواقع ، فهم تحاشياً من كلّ ذلك لم يصرحوا بالبعد العقائدي لهذه الجملة في كتبهم ، ولم يكشفوا المكنون فيها ، بل أشاروا إلى معناها الظاهري فقط ، وهذا مما دعا بعضهم لأن يستهجن تفسيرهم لجملة « الصلاة خير من النوم » لعدم تناغمه مع الفصول الأخرى في الأذان .
أجل أنّ المؤذّن حينما يقول « الصلاة خير من النوم » لا يعرف تفسيرها ومعناها وإلى أي شيء ترمز هذه الجملة ، فهو يرددها كالببغاء ، لكننا وبتحليلنا لهذه المسألة قد وضحنا أهدافهم ، وما ارادو به من مفاهيم لهذه الجملة .
وكلامنا
جاء وفقاً للقرائن والشواهد التي وقفنا عليها وسقناها بين يدي