كان التثويب الاول بعد الأذان : (الصلاة خير من النوم) ، فأحدث الناس هذا التثويب ، وهو حسن (١) .
وقال في كتاب (الحُجّة على أهل المدينة) :
قال أبو حنيفة : كان التثويب في صلاة الصبح بعد ما فرغ المؤذن من الأذان : (الصلاة خير من النوم) ، وأهل الحجاز (٢) يقولون : (الصلاة خير من النوم) في الأذان حين يفرغ المؤذن من « حي على الفلاح » أخبرنا إسرائيل بن يونس ، قال : حدثنا حكيم بن جبير ، عن عمران بن أبي الجعد ، عن الأسود بن يزيد أنّه سمع مؤذناً أذّن ، فلمّا بلغ « حي على الصلاة » [ كذا ] قال : (الصلاة خير من النوم) ، قال الأسود : ويحَك ! لا تزد في أذان الله .
قال : سمعت الناس يقولون ذلك .
قال : لا تفعل (٣) .
وقال الإمام محمد بن الحسن في (موطّئه) ـ بعد أن نقل عن عمر جعل « الصلاة خير من النوم » في نداء الصبح ، وبعدما حكى عن ابن عمر أنه كان أحياناً إذا قال : حي على الصلاة ، قال على أثرها : حي على خير العمل ـ : الصلاة خير من النوم يكون في نداء الصبح بعد الفراغ من النداء ، ولا نحب أن يُزاد في النداء ما لم يكن منه (٤) .
______________________
(١) كتاب الصلاة للشيباني .
(٢) قال السيّد البكري في حاشية (إعانة الطالبين ١ : ٢٣٦) : جرت عادة أهل مكة بتخصيصه [ أي قول المؤذن : الصلاة خير من النوم ] بالأذان الثاني ؛ ليحصل التمييز بينه وبين الأول .
(٣) كتاب الحجة للشيباني : ٨٤ ـ ٨٥ .
(٤) هامش الآثار للشيباني ١ : ١٠٢ عنه ص ٨٤ .