« الصلاة خير من النوم » مع تعرّضه لأمور خارجة عن البحث لا ترتبط به ، ففيه كلّ شيء إلّا ما يتعلّق بالمبحوث عنه ، فإنّه ينتقل من موضوع إلى إلّا أنّه لم يُشبع الموضوع بحثاً وتحقيقاً بحيث يجعل القارئ يمل من مطالعة كتابه ، ويحسّ بأنّ وقته قد ضاع سُدى .
فالكاتب قد ادّعى في كتابه الثاني بأنّه يريد إثبات كون « الصلاة خير من النوم » هي حقيقة نبوية ، وأنّ ما نسبه علماء الشيعة إلى عمر بن الخطّاب هو اتّهام وافتراء لكنّه لم يوفّق في دعواه ، إذ إنّ علماء ومحدِّثي أهل السنّة قد سبقوا الشيعة في نسبة هذا القول إلى عمر ، فانظر كلام مالك بن أنس (ت ١٧٩ هـ) في الموطّأ (١) ، وما رواه ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) في المصنّف (٢) ، والدارقطني (ت ٣٨٥ هـ) في السنن (٣) ، وكلام ابن رشد (ت ٥٩٥ هـ) في بداية المجتهد (٤) ، والسيوطي (ت ٩١١ هـ) في تنوير الحوالك (٥) ، والخطيب التبريزي (ت ٧٤١ هـ) في كتاب الإكمال في أسماء الرجال (٦) ، وقال الشوكاني (ت ١٢٥٥ هـ) نقلاً عن البحر الزخّار : أحدثه عمر فقال ابنه : هذه بدعة (٧) ، وغيرهم في غيرها .
______________________
(١) الموطّأ ١ : ٧٢ / ١٥٤ ـ باب ما جاء في النداء في الصلاة ، وفيه : بلغنا أنّ المؤذّن جاء إلى عمر يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً فقال : الصلاة خير من النوم ، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح .
(٢) المصنّف ابن أبي شيبة ١ : ١٨٩ / ح ٢١٥٩ ، وفيه : جاء المؤذّن عمر بصلاة الصبح ، فقال : الصلاة خير من النوم ، فأُعجب به وقال للمؤذّن : أَقِرَّها في أذانك .
(٣) سنن الدارقطني ١ : ٢٤٣ / ح ٤٠ ، وفيه : عن عمر أنّه قال لمؤذّنه : إذا بلغت « حيّ على الفلاح » في الفجر فقل : الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم .
(٤) بداية المجتهد ١ : ٧٧ سيأتي نصّ كلامه .
(٥) انظر : تنوير الحوالك ١ : ٧٤ / ح ١٥٤ سيأتي نصّ كلامه .
(٦) الإكمال في أسماء الرجال : ١٢٣ سيأتي نصّ كلامه .
(٧) نيل الأوطار ٢ : ١٨ .