فكلّ
هؤلاء أقرّوا بنسبة إبداع التثويب إلى عمر فضلاً عمّا هو موجود في كتب الشيعة الإماميّة والزيدية والإسماعيلية ، وإنّي في هذا الكتاب سأثبت خلاف كلام الكاتب بالنصوص بإذن الله تعالى . وممّا
يجب أن نذكره أيضاً أنّ الكاتب وعد قرّاءه بأنّه سيبحث موضوع الحيعلة الثالثة في كتابٍ ثالث وقد أسماه « حيّ على خير العمل حقيقة أو وهم » لكنّا لم نقف
عليه رغم تتبّعنا وبحثنا عنه في المكتبات العربية ومواقع التواصل الاجتماعي ، وكان
يعجبني أن أقف على كلامه لأرى انتقاداته لنا ، وهل هي تشبه انتقاداته للآخرين من أعلامنا ، أم لا ؟ بلى
إنّ ذكر الأذان بمعنى الإعلام والنداء والمستهزئين به قد ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى : (
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ
ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )
(١) ، وقوله تعالى : ( وَأَذَانٌ مِّنَ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ) (٢) ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ) (٣) ، وقوله تعالى : (
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَٰلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ) (٤)
. والآية
الأخيرة تثبت بأنّ تشريع الأذان كان بنصّ الكتاب العزيز لا بما قالوه من ______________________ (١)
الحج : ٢٧ . (٢)
التوبة : ٣ . (٣)
الجمعة : ٩ . (٤)
المائدة : ٥٨ .