تشريعه في المدينة بمنام رآه عبد الله بن زيد الأنصاري (١) ، أو عمر بن الخطّاب (٢) ، أو أبو بكر (٣) ، أو أُبيّ بن كعب (٤) ، أو سبعة من الصحابة (٥) ، أو أربعة عشر منهم (٦) ، أو أكثر من هذا العدد أو أقل .
والمفسّرون ذكروا في شأن نزول هذه الآية عدّة أقوال :
منها ما رواه السدّي : أنّ رجلاً من النصارى كان بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول : « أشهد أنّ محمداً رسول الله » يقول : « أحرق الكاذب » ، فدخلت خادمته بنار ذات ليلة [ لتضيء له الطريق ] فتطايرت منها شرارة في البيت فاحترق البيت واحترق هو وأهله .
وقيل : كان منادي رسول الله صلىاللهعليهوآله ينادي للصلاة وقام المسلمون إليها ، فقالت اليهود : قاموا لا قاموا ، صلَّوا لا صلّوا ! على طريق الاستهزاء ، فنزلت الآية .
وقيل : كان المنافقون يتضاحكون عند القيام إلى الصلاة تنفيراً للناس عنها .
وقيل : قالوا : يا محمّد ، قد أبدعت شيئاً لم يُسمَع فيما مضى ، فإن كنت نبيّاً فقد خالفت فيما أحدثت جميع الأنبياء ، فمن أين لك صياح كصياح العَيْر ؟! فأنزل الله هذه الآية (٧) .
______________________
(١) وهذا هو المشهور عند أهل السنّة والجماعة ، وفيه أخبار كثيرة !
(٢) سنن أبي داود ١ : ١٣٤ / ح ٤٩٨ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ، السنن الكبرى ١ : ٣٩٠ .
(٣) مجمع الزوائد ١ : ٣٢٩ كتاب الصلاة باب بدء الأذان ، جامع المسانيد ١ : ٢٩٩ ، تفسير القرطبي ٦ : ٢٢٥ ـ المائدة الآية ٥٨ ، شرح الزرقاني على الموطّأ ١ : ١٣٦ عن المعجم الأوسط للطبراني .
(٤) علل الشرائع : ٣١٢ / ح ١ ، وعنه في بحار الأنوار ٨١ : ٣٥٤ ـ في معرض الردّ عليه وتكذيبه .
(٥) المبسوط للسرخسي ١ : ١٢٨ كتاب الصلاة باب بدء الأذان .
(٦) السيرة الحلبية ٢ : ٣٠٠ باب بدء الأذان ومشروعيته ، وشرح الزرقاني على موطأ مالك ١ : ٣٦ ، وشرح المعين لشرح قرّة العين ـ المطبوع في هامش حاشية إغاثة الطالبين ١ : ٣٣٠ .
(٧) التفسير الكبير ٤ : ٣٨٨ ـ تفيسر سورة المائدة ، الآية ٥٨ .