|
التي شُرِّعت لإيقاظ النائم ، فهو كألفاظ التسبيح الأخير الذي اعتاده الناس في هذه الأعصار المتأخرة عوضاً عن الأذان الأول » (١) .
|
وبهذا نكون قد عرفنا ـ حسب النصوص السابقة والروايات التي نقلها أهل السنة في كتبهم الحديثية والفقهية ـ أنّ هذه الجملة مرت بعدة مراحل ، منها :
١ ـ أن « الصلاة خير من النوم » كانت تقال في الليل قبل الفجر لإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين لا أنّهم كانوا يقولون بها على أنّها سنّة ، أي أنّها جاءت في الليل للتنبيه فقط .
٢ ـ ثم أتوا بها بعد الأذان وقبل الإقامة لا على أنّها سنة رسول الله لا للدعوة إلى الصلاة .
٣ ـ في بعض النصوص تقف على أنّ عمر بن الخطاب كان قد أدخلها في أذان الفجر ووضعها بديلاً عن (حي على خير العمل) لحاجة في نفسه ! وهذا يوضح دور الرأي في تثبيت هذه الشعيرة .
٤ ـ ثم أُدخلت في وقت متأخر ـ في مكّة ـ في الأذان الشرعي ، أي في أذان الفجر ، وقد اعترض الأسود بن يزيد على ذلك .
٥ ـ في زمن التابعين أتوا بجملة « حي على الصلاة ، حي على الفلاح » كتثويب ثان بعد الأذان .
٦ ـ زيدت جملة : الصلاة يا أمير المؤمنين والسلام على الأمراء بعد الأذان في عهد معاوية ، وقيل قبل ذلك في عهد عمر بن الخطاب على وجه الخصوص .
كان هذا خلاصة ما جاء في هذا الفصل ، وسيتّضح لك تفصيل هذه الأمور أكثر فأكثر في الصفحات القادمة إن شاء الله تعالى .
______________________
(١) تمام المنة في التعليق على فقه السنّة ١ : ١٤٦ ـ ١٤٧ ، وانظر : سبل السلام ١ : ١٢٠ .