فائتم به واستضئ بنور هدايته وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه ولا في سنة النبي صلىاللهعليهوآله وأئمة الهدى أثره فكل علمه إلى الله سبحانه فإن ذلك منتهى حق الله عليك.
نهج البلاغة ـ قال عليهالسلام في التحكيم : إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال ولما دعانا القوم إلى أن يحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله تعالى ، وقال الله سبحانه : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) فرده إلى الله سبحانه أن يحكم بكتابه ورده إلى الرسول أن يؤخذ بسنته إلخ.
نهج البلاغة ـ انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظه واقبلوا نصيحة الله فإن الله قد أعذر إليكم بالجلية واتخذ عليكم الحجة وبين لكم محابه من الأعمال ومكارهه لتتبعوا هذه وتجتنبوا هذه إلى أن قال عليهالسلام : واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان زيادة في هدى ونقصان من عمى إلى أن قال عليهالسلام : فكونوا من حرثته وأتباعه واستدلوه على ربكم واستنصحوه على أنفسكم واتهموا عليه آراءكم واغتشوا فيه أهواءكم.
نهج البلاغة ـ قال عليهالسلام في ذكر القرآن : فالقرآن آمر زاجر وصامت ناطق حجة الله على خلقه أخذ عليهم ميثاقهم وارتهن عليه أنفسهم.
نهج البلاغة ـ في وصف المتقين : أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا يحزنون به أنفسهم ويستثيرون دواء دائهم فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت نفوسهم إليها شوقا وظنوا أنها نصب أعينهم وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم.
نهج البلاغة ـ ثم أنزل عليه الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده وبحرا لا يدرك قعره ومنهاجا لا يضل نهجه وشعاعا لا يظلم ضوؤه وفرقانا لا يخمد برهانه وبنيانا لا تهدم أركانه وشفاء لا يخشى أسقامه وعزا لا يهزم أنصاره وحقا لا يخذل أعوانه ، فهو معدن الإيمان