اللهِ) وقال تعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وقال تعالى : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) إلى أن قال : فقال لها أبو بكر : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا وإنما نورث الكتب والحكمة ، إلى أن قال : فقالت عليهاالسلام : سبحان الله ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا بل كان يتبع أثره ويقفو سوره أفتجمعون وتميلون إلى الغدر وعدم الوفاء اعتلالا عليه واعتذارا بالزور وهذا الذي صدر عنكم بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل والدواهي في حياته هذا كتاب الله حكما عدلا لا جور فيه وناطقا فصلا يقول : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) فبين عزوجل فيما وزع من الأقساط وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث ما أزاح علة المبطلين وأزال التظني والشبهات في الغابرين إلى أن قالت : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) إلى آخر كلامها وخطبتها ، وهي ظاهرة كمال الظهور كالنور على الطور في المطلوب وحقية مضامينها يغني عن ملاحظة سندها على أنها مروية من طرق العامة والخاصة بأسانيد عديدة ومتون سديدة فقد رواها السيد ابن طاوس في الطرائف وعلي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة والسيد المرتضى في الشافي وروى الصدوق في العلل جملة منها ورواها من المخالفين الجوهري في كتاب السقيفة والمرزباني وصاحب الفائق والحافظ وابن أبي الحديد وغيرهم وقد شرحناها في رسالة مفردة.
نهج البلاغة ـ ثم اختار سبحانه لمحمد صلىاللهعليهوآله لقاه ورضي له ما عنده فأكرمه عن دار الدنيا ورغب به عن مقارنة البلوى فقبضه إليه كريما صلىاللهعليهوآله وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها ، إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ولا علم قائم كتاب ربكم مبينا حلاله وحرامه وفرائضه وفضائله وناسخه ومنسوخه ورخصه وعزائمه وخاصه وعامه وعبره وأمثاله ومرسله ومحدوده ومحكمه ومتشابهه مفسرا جملة ومبينا غوامضه بين مأخوذ ميثاق علمه وموسع على العباد في جهله ، وبين مثبت في الكتاب فرضه معلوم في السنة نسخه ، وواجب في السنة أخذه مرخص في الكتاب تركه ، وبين واجب لوقته وزائل في مستقبله ومباين بين محارمه ، من كبير أوعد عليه نيرانه أو صغير أرصد له غفرانه ، وبين مقبول في أدناه وموسع في أقصاه.
نهج البلاغة ـ فانظر أيها السائل فما ذلك عليه القرآن من صفته