قال : ينظر إلى أفقههما وأعلمهما بأحاديثنا وأورعهما فينفذ حكمه ، ولا يلتفت إلى الآخر. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن موسى الخشاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود بن الحصين مثله.
الإحتجاج ـ روي عن الصادق عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ما وجدتم في كتاب الله عزوجل فالعمل به لازم ولا عذر لكم في تركه وما لم يكن في كتاب الله عزوجل وكان في سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها أخذ اهتدى وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة ، قيل : يا رسول الله من أصحابك قال : أهل بيتي فيه وفيما قبله دلالة على حجية السنة النبوية). قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي (رضي الله عنه) أهل البيت لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية ، رحمة للشيعة ويؤيد تأويله (رضي الله عنه) أخبار كثيرة منها : ما رواه محمد بن سنان عن نصر الخثعمي قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من عرف من أمرنا أنا لا نقول إلا حقا فليكتف بما يعلم منا فإن سمع منا خلاف ما يعلم فليعلم أن ذلك منا دفاع واختيار له. وعن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحا كما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟ قال عليهالسلام : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الجبت والطاغوت المنهي عنه وما حكم له به فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت ومن أمر الله عزوجل أن يكفر به قال الله عزوجل : (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) قلت : فكيف يصنعان وقد اختلفا؟ قال : ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكم (وفي نسخة بحكمنا ولم يقبله) (وفي نسخة لم يقبل منه) فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد والراد علينا كافر راد على الله وهو على حد الشرك بالله قلت : فإن كان كل واحد منها اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما فاختلفا فيما حكما فإن الحكمين اختلفا في حديثكم ، قال : إن الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر ، قلت : فإنهما عدلان مرضيان عرفا بذلك لا يفضل أحدهما صاحبه قال : ينظر الآن إلى ما كان