وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي عليهالسلام وأمرتك به وإن أتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه إلا بأمر وسعنا ووسعكم الأخذ به ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعاني توافق الحق ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي أمرناكم فردوا إلينا الأمر وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه وهو أعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها فإن شاء فرق بينها لتسلم ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها الخبر. وعن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن منذر معا عن سعد عن اليقطيني عن يونس بن عبد الرحمن أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له : يا أبا محمد ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا فما الذي يحملك على رد الأحاديث فقال : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول :
لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة وتجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلىاللهعليهوآله فإنا إذا حدثنا قلنا قال الله عزوجل وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال يونس : وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليهالسلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها بعد على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله عليهالسلام وقال لي إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليهالسلام لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فإنا إن حدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة إنا عن الله وعن رسوله نحدث ولا نقول قال فلان وفلان فيتناقض كلامنا إن كلام آخرنا مثل كلام أولنا وكلام أولنا مصداق لكلام آخرنا وإذا أتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا أنت أعلم بما جئت به فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان. وبهذا الإسناد عن يونس عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليهالسلام يقول كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي عبد الله عليهالسلام