فيض بن المختار فذكر له آية من كتاب الله عزوجل أولها أبو عبد الله عليهالسلام فقال له الفيض : جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم قال : وأي الاختلاف يا فيض؟ فقال له الفيض : إني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أن أشك في اختلافهم في حديثهم حتى أرجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي فقال أبو عبد الله عليهالسلام : أجل هو كما ذكرت إن الناس أولعوا بالكذب علينا إن (١) الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا وكل يحب أن يدعى رأسا إنه ليس من عبد يرفع نفسه إلا وضعه الله وما من عبد وضع نفسه إلا رفعه الله وشرفه فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس وأومأ بيده إلى رجل من أصحابه فسألت أصحابنا عنه فقالوا : زرارة بن أعين. وعن حمدويه بن نصير عن اليقطيني عن يونس عن عبد الله بن زرارة وحدثنا محمد بن قولويه والحسين بن الحسن معا عن سعد عن هارون بن الحسن بن محبوب عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : أقرأ مني على والدك السلام وقل له : إني إنما أعيبك دفاعا مني عنك فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى في من نحبه ونقربه ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ويحمدون كل من عبناه نحن وأن يحمد أمره فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر مودتك لنا وبميلك إلينا فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الذين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دفع شرهم عنك يقول الله جل وعز : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) هذا التنزيل من عند الله صالحة لا والله ما عابها إلا لكي تسلم من الملك ولا تعطب على يديه ولقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مساغ والحمد لله فافهم الممثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي حيا وميتا فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر وإن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا ولقد أدى إلي ابناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله وكلأهما ورعاهما