«كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» (١) وروي أنه صلىاللهعليهوسلم قال «إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامة فيجيبه ألف بندائه لبيك لبيك» (٢) وقرأ السوسي وشعبة لولو بالبدل والباقون بالهمز.
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٥) قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (٢٨) فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (٣٠) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (٣١) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٣٢) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٣) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٣٤) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ (٣٦) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (٣٧) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٣٨) أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢) أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٣) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٤٩))
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ) لما ازدهاهم من السرور واللذة والحبور (عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) أي : يسأل بعضهم بعضا في الجنة قال ابن عباس : يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا.
(قالُوا) أي : قال كل منهم (إِنَّا كُنَّا قَبْلُ) أي : في دار العمل (فِي أَهْلِنا) على ما لهم من العدد والعدد والسعة ، ولنا بهم من جوانب اللذة والدواعي إلى اللعب (مُشْفِقِينَ) أي : عريقين في الخوف من الله تعالى لا يلهينا عنه شيء مع لزومنا لما نقدر عليه من طاعته لعلمنا بأنا لا نقدره لما له من العظمة والجلال والكبرياء والكمال حق قدره ، والمعنى : أنهم يسألون عن سبب ما وصلوا إليه تلذذا واعترافا بالنعمة فيقولون ذلك خشية الله تعالى أي كنا نخاف الله تعالى.
(فَمَنَّ اللهُ) الذي له جميع الكمال بسبب إشفاقنا منه (عَلَيْنا) بالرحمة والتوفيق (وَوَقانا) أي : وجنبنا بما سترنا به (عَذابَ السَّمُومِ) قال الكلبيّ : عذاب النار ، وقال الحسن : السموم من أسماء جهنم ، والسموم في الأصل الريح الحارة التي تتخلل المسام والجمع سمائم. يقال : سمّ يومنا أي اشتدّ حره ، وقال ثعلب : السموم شدة الحرّ أو شدة البرد في النهار ، وقال أبو عبيدة : سموم بالنهار وقد تكون بالليل ، والحرور بالليل وقد تكون بالنهار.
(إِنَّا كُنَّا) أي : بما طبعنا عليه وهيئنا له (مِنْ قَبْلُ) أي : في الدنيا (نَدْعُوهُ) أي : نسأله ونعبده بالفعل وأمّا خوفنا بالقوة فقد كان في كل حركة وسكون ، ثم عللوا دعاءهم إياه مؤكدين لأنّ أنعامه عليهم مع تقصيرهم مما لا يكاد يفعله غيره فهو مما يتعجب منه غاية التعجب بقولهم : (إِنَّهُ هُوَ) أي : وحده ، وقرأ نافع والكسائي بفتح الهمزة والباقون بكسرها (الْبَرُّ) أي : الواسع الجود
__________________
(١) الحديث لم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث التي بين يدي.
(٢) أخرجه القرطبي في تفسيره ١٧ / ٦٩ ، وابن حجر في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ١٦٠.