ومنها أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» (١) والمراد بالحسد : الغبطة : وهي أن تتمنى مثله ومنها أنه صلىاللهعليهوسلم «قال لعليّ كرّم الله وجهه : لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم» (٢) ومنها أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «من جاءه أجله وهو يطلب العلم لحيي به الإسلام لم يفضله النبيون إلا بدرجة واحدة» (٣) ومنها أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة» (٤).
ومنها : أنه صلىاللهعليهوسلم قال «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وفي رواية كفضلي على أدناكم» (٥).
ومنها : أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ الله أوحى إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أني عليم أحب كل عليم» (٦).
ومنها : أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء» (٧) فأعظم بمنزلة هي واسطة بين النبوة والشهادة بشهادة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ومنها : «أنه صلىاللهعليهوسلم مرّ بمجلسين في مسجده أحد المجلسين يدعون الله تعالى ويرغبون إليه ، والآخر يتعلمون الفقه ويعلمونه فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من صاحبه ، أما هؤلاء فيدعون الله عزوجل ويرغبون إليه ، وأما هؤلاء فيتعملون الفقه ويعلمونه الجاهل فهؤلاء أفضل ، وإنما بعثت معلما ثم جلس فيهم» (٨) والأحاديث في ذلك كثيرة جدّا.
وأمّا أقوال السلف فلا تحصر ، فمنها ما قاله ابن عباس : أن سليمان عليهالسلام خير بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي المال والملك معه ، وما قاله بعض الحكماء : ليت شعري أي شيء أدرك من فاته العلم وأي شيء فات من أدرك العلم.
وما قاله الأحنف : كاد العلماء يكونون أربابا ، وكل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل ما يصير.
وما قاله الزبيري : العلم ذكر فلا يحبه إلا ذكورة الرجال.
وما قاله أبو مسلم الخولاني : مثل العلماء في الأرض مثل النجوم في السماء إذا برزت للناس اهتدوا بها وإذا خفيت عنهم تحيروا.
__________________
(١) أخرجه البخاري في العلم حديث ٧٣ ، ومسلم في المسافرين حديث ٨١٦ ، وابن ماجه في الزهد حديث ٤٣٠٨.
(٢) أخرجه البخاري في الجهاد حديث ٢٩٤٢ ، ومسلم في فضائل الصحابة حديث ٢٤٠٦ ، وأبو داود في العلم حديث ٣٦٦١.
(٣) أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال ٢٨٨٣١ ، ٢٨٨٣٢ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٣ / ٧٨.
(٤) أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين ١ / ٨٤ ، والقرطبي في تفسيره ١٧ / ٣٠٠ ، والعجلوني في كشف الخفاء ٢ / ١١٢ ، ٢٠٦.
(٥) أخرجه أبو داود في العلم حديث ٢٦٤١ ، والترمذي في العلم حديث ٢٦٨٢ ، ٢٦٨٥ ، وابن ماجه في المقدمة حديث ٢٢٣.
(٦) أخرجه بنحوه السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٧٥ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٥١٥٩.
(٧) أخرجه ابن ماجه في الزهد حديث ٤٣١٣.
(٨) أخرجه ابن ماجه في المقدمة حديث ٢٢٩ ، والدارمي في المقدمة حديث ٣٤٩.