السلام أب فيما بينه وبين آدم عليهالسلام ، وقيل : هما آدم وحوّاء وأعاد الجار إظهارا للاهتمام فقال : (وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ) أي : منزلي ، وقيل : مسجدي ، وقيل : سفينتي (مُؤْمِناً) أي : مصدّقا بالله تعالى فمؤمنا حال ، وعن ابن عباس : أي : دخل في ديني.
فإن قيل : على هذا يصير قوله : (مُؤْمِناً) تكرارا؟ أجيب : بأنّ من دخل في دينه ظاهرا قد يكون مؤمنا وقد لا يكون ، فالمعنى ولمن دخل دخولا مع تصديق القلب. (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) خص نفسه أوّلا بالدعاء ، ثم من يتصل به لأنهم أولى وأحق بدعائه ، ثم عمم المؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة ، قاله الضحاك. وقال الكلبي : من أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : من قومه والأوّل أولى وأظهر.
ثم ختم الكلام مرّة أخرى بالدعاء على الكافرين فقال : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ) أي : العريقين في الظلم في حال من الأحوال (إِلَّا تَباراً) أي : هلاكا مدمرا والمراد بالظالمين الكافرون ، فهي عامة في كل كافر ومشرك. وقيل : أراد مشركي قومه. وتبارا مفعول ثان والاستثناء مفرغ. وقيل : الهلاك الخسران.
وقول البيضاوي تبعا للزمخشري : عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم «من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليهالسلام» (١) حديث موضوع.
__________________
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٦٢٤.