(وَاللهُ) أي الذي له الإحاطة بذلك وبغيره مما لا تعلمون (بَصِيرٌ) أي : عالم أتم العلم (بِما تَعْمَلُونَ) أي : من ظاهر إسلامكم في الماضي والحاضر والآتي سواء أكان ظاهرا أم باطنا سواء أكان قد حدث فصار بحيث تعلمونه أنتم أو كان مغروزا في جبلاتكم وهو خفيّ عنكم. وقرأ ابن كثير : بالياء التحتية على الغيبة نظرا لقوله تعالى : (يَمُنُّونَ) وما بعده والباقون بالفوقية على الخطاب نظرا إلى قوله تعالى : (لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ) إلى آخره وفي هذه الآية إشارة إلى أنه يبصر أعمال جوارحكم الظاهرة والباطنة لا يخفى عليه شيء وما رواه البيضاوي تبعا للزمخشري من أنه صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر بعدد من أطاع الله وعصاه» (١) حديث موضوع.
__________________
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٣٨٢.