واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه» (١). قال النووي في «شرح مسلم» : ولا ينال فضلها إلا من أطلعه الله تعالى عليها فلو قامها إنسان ولم يشعر بها لم ينل فضلها. قال الأذرعي وكلام المتولي ينازعه حيث قال : يستحب التعبد في كل ليالي العشر حتى يحوز الفضيلة على اليقين ا ه. وهذا أولى نعم حال من أطلق أكمل إذا قام بوظائفها. وعن أبي هريرة مرفوعا «من صلى العشاء الأخيرة في جماعة من رمضان فقد أدرك ليلة القدر» (٢) ، أي : أخذ حظا منها. ويسنّ لمن رآها أن يكتمها ، ويسنّ أن يكثر الدعاء والتعبد في ليالي رمضان وأن يكون من دعائه : «اللهمّ إنك عفوّ كريم تحب العفو فاعف عني».
ومن علاماتها أنّ الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها ، رواه مسلم عن أبيّ بن كعب وعن ابن مسعود : قال : «إنّ الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان إلا صبيحة ليلة القدر فإنها تطلع يومئذ بيضاء ليس لها شعاع» (٣). فإن قيل : لا فائدة في هذه العلامة فإنها قد انقضت. أجيب : بأنه يستحب أن يجتهد في ليلتها ويبقى يعرفها كما مرّ عن الشافعي أنها تلزم ليلة واحدة. وقول البيضاوي تبعا للزمخشري عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة القدر أعطى من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر» (٤) حديث موضوع.
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصوم حديث ١٩٠١ ، ومسلم في المسافرين حديث ٧٦٠ ، وأبو داود في الصلاة حديث ١٣٧٢ ، والترمذي في الصوم حديث ٦٨٣ ، والنسائي في الصيام حديث ٢١٩٣.
(٢) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ٢ / ٢٣١ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٢٤٠٩٢ ، والسيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٧٧ ، والطبراني في المعجم الكبير ٨ / ٢١٠.
(٣) أخرجه أبو داود في الصلاة حديث ١٣٧٨ ، والترمذي في الصوم حديث ٧٩٣.
(٤) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٧٨٧.