وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه «ما أحصي ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد» (١) وعن مجاهد وأدبار السجود : هو التسبيح باللسان في أدبار الصلوات المكتوبات.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من سبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وكبر ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين فذاك تسعة وتسعون ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (٢) وعنه أيضا «أنّ فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم فقال صلىاللهعليهوسلم : وما ذاك فقالوا : صلوا كما صلينا وجاهدوا كما جاهدنا وأنفقوا من فضول أموالهم وليست لنا أموال قال : أفلا أخبركم بأمر تدركون به من قبلكم وتسبقون من جاء بعدكم ولا يأتي أحد مثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله تسبحون في دبر كل صلاة عشرا وتحمدون عشرا وتكبرون عشرا» (٣).
وقوله تعالى : (وَاسْتَمِعْ) أي : لما أخبرك به من أحوال القيامة فيه تهويل وتعظيم للمخبر به والمحدّث عنه. كما روي عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال سبعة أيام لمعاذ بن جبل «يا معاذ اسمع ما أقول ثم حدّثه بعد ذلك» (٤) وقوله تعالى (يَوْمَ) ظرف لاستمع أي استمع ذلك في يوم (يُنادِ الْمُنادِ) أي : إسرافيل يقف على صخرة بيت المقدس فينادي بالحشر فيقول : أيتها العظام البالية واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة إنّ الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء.
وقيل : المنادي جبريل (مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) بحيث يسمع الصوت من بعد كما يسمعه من قرب يكونون في السماع سواء ، لا تفاوت بينهم أصلا. واختلف في ذلك المكان القريب. فأكثر المفسرين : أنه صخرة بيت المقدس فإنها أقرب الأرض إلى السماء باثني عشر ميلا وهي وسط الأرض. وقيل : من تحت أقدامهم. وقيل : من منابت شعورهم يسمع من كل شعرة أيتها العظام البالية.
وقوله تعالى : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ) بدل من يوم ينادي والصيحة النفخة الثانية وقوله تعالى : (بِالْحَقِ) حال من الصحية أي ملتبسة بالحق أو من الفاعل أي يسمعون ملتبسين بسماع حق (ذلِكَ) أي : اليوم العظيم الذي يظهر به المجد ويعلو بضعفاء المؤمنين الجدّ (يَوْمُ الْخُرُوجِ) أي : الذي لا خروج أعظم منه وهو خروجهم من قبورهم من الأرض التي خلقوا منها إلى المحشر وهو من أسماء يوم القيامة.
(إِنَّا) أي : بما لنا من العظمة (نَحْنُ) أي : خاصة (نُحْيِي وَنُمِيتُ) أي : نجدد ذلك شيئا بعد شيء سنة مستقرّة وعادة مستمرّة كما تشاهدونه فقد كان منا بالإحياء الأوّل المبدأ (وَإِلَيْنَا) أي :
__________________
(١) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٣ / ٤٣.
(٢) أخرجه مسلم في المساجد حديث ٥٩٧ ، والترمذي في الدعوات حديث ٣٤٧١ ، والنسائي في السهو حديث ١٣٥٤.
(٣) أخرجه البخاري في الدعوات حديث ٦٣٢٩.
(٤) الحديث لم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث التي بين يدي.