(قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً) : قالت ؛ لخوفها من أن يفضحها يوسف عند زوجها ، وإنّما أشارت بالسجن لصرفه عن بيعه وقتله. (١) وقيل : لانعكاس المحبة ؛ لأنّ الشيء إذا تناهى انعكس. (٢)
٢٦ ـ (وَشَهِدَ شاهِدٌ) : مقاتل والضحاك (٣) : رجل كبير ابن عمّها. (٤) وقيل : رجل حكيم من قرابتها. (٥) وقيل : ابن خالها ، وهو صبي في المهد ، (٦) وشهادته على طريق الاستدلال ، كشهادة خزيمة بن ثابت. (٧)
(مِنْ قُبُلٍ) : قدّام (٨) واستدل بدلالة الحال رجع (٩) الزوج إلى شهادته ، فتبيّن له أنّ الجناية (١٠) من قبلها.
٢٩ ـ (يُوسُفُ) : يا يوسف ، (١١) تغافل عن هذا الحديث ، فلا تذكره لأحد.
(وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) : دليل أنّ الزنا والبهتان كانا محظورين عندهم ، وإنّما لم يجاوز
__________________
(١) ينظر : تفسير السمعاني ٣ / ٢٤ ، وتفسير البغوي ٤ / ٢٣٤.
(٢) ينظر : التفسير الكبير ٦ / ٤٤٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ٧١ ، وفتح البيان ٦ / ٣١٨.
(٣) أبو القاسم ، الضحاك بن مزاحم البلخي الهلالي الخراساني ، توفي سنة ثنتان ومئة ، وقيل غير ذلك ، ينظر : ومشاهير علماء الأمصار ١ / ١٩٤ ، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ١ / ٢٤٨ ، وتاريخ الإسلام ٤ / ١١٢.
(٤) ينظر : الكامل في التاريخ ١ / ١٤٢ ، تفسير مبهمات القرآن ٢ / ٤٨.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٩٣ عن قتادة ، والتفسير الكبير ٦ / ٤٤٦ من غير ذكر القائل ، ، وفتح البيان ٦ / ٣١٩ ، وحاشية زاده ٥ / ٢٦.
(٦) ينظر : الكامل في التاريخ ١ / ١٤٣ ، وتفسير مبهمات القرآن ٢ / ٤٨ ، وزاد المسير ٤ / ١٦٢ ، وقد ورد ذكر الشاهد في المستدرك للحاكم ٢ / ٥٩٥ ، وقال : هو على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ونقل ابن العربي في أحكام القرآن ٣ / ٣٩ ، قولهم :((لو كان هذا الشاهد طفلا لكان في كلامه في المهد وشهادته آية ليوسف ، ولم يحتج إلى ثوب وغيره)) ، ثم ضعف هذا القول.
(٧) أبو عبد الله خزيمة بن ثابت بن الفاكه الأنصاري ، الخطمي ، قتل يوم صفين ، سنة ٣٧ ه. ينظر : الاستيعاب ٢ / ٤٤٨ ، ومشاهير علماء الأمصار ٤٥ ، وتقريب التهذيب ١ / ١٩٣.
وشهادته هي : ما روي عن ابن جريج قال : أخبرني محمد بن عمارة ، عن خزيمة بن ثابت : أن أعرابيّا باع من النبي صلىاللهعليهوسلم فرسا أنثى ، ثم ذهب فزاد على النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم جاحد أن يكون باعها ، فمر بهما خزيمة بن ثابت ، فسمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : قد ابتعتها منك ، فشهد على ذلك ، فلما ذهب الأعرابي ، قال له النبي صلىاللهعليهوسلم أحضرتنا؟ قال : لا ، ولكن لما سمعتك تقول : قد باعك علمت أنه حق ، لا تقول إلا حقا ، قال : فشهادتك شهادة رجلين. ينظر : مسند الإمام أحمد ٥ / ٢١٥ وقال الشيخ شعيب : إسناده صحيح ، سنن أبي داود ٣ / ٣٠٨ (٣٦٠٧) ، والآحاد والمثاني (٢٠٨٥) ، وسنن النسائي ٧ / ٣٠١ ـ ٣٠٢ ،.
(٨) ينظر : تفسير غريب القرآن ٢١٥ ، وياقوتة الصراط ٢٧٤ ، وتفسير السمعاني ٣ / ٢٥ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ٧٩.
(٩) ك : رفع.
(١٠) ك : الخيانة.
(١١) ينظر : إعراب القرآن للنحاس ٢ / ١٣٧ ، والتبيان في إعراب القرآن ٢ / ١٠ ، وغرائب القرآن ٤ / ٨١.