الهجرة بثمانية عشر شهرا ، إنّما هو المعراج لسبع عشرة من رمضان على ما ذكره الواقدي. (١) وسنذكر المعراج في سورة النجم ، إن شاء الله ، تعالى. وقيل : إن ليلة الإسراء وليلة المعراج واحد. (٢) وعن أم هانئ بنت أبي طالب (٣) : أسري بالنبي عليهالسلام من شعب أبي طالب. (٤) وعن ابن عباس : المسجد الحرام : الحرم كلّه. (٥) وعن أمّ هانئ قالت : ما أسري رسول الله إلا من بيتي. (٦) عن الكلبيّ عن أبي (٧) صالح ، عن أمّ هانئ بنت أبي طالب : أنّها حدثت : أنّ النبيّ عليهالسلام صلّى في بيتها تلك الليلة العشاء الأخيرة ، قالت : فصلّيت معه ، ثمّ قمت ، وتركته في مصلاه ، فلم أنتبه حتى نبّهني لصلاة الغداة ، ثمّ قال : قومي يا أمّ هانئ ، أحدّثك العجب. قالت : قلت : كلّ حديثك عجب ، وصلّى ، وصليت معه ، قالت : فلما انصرف قال : أتاني جبريل ، وأنا (٨) في مصلاي ، فقال : يا محمد ، اخرج ، فخرجت إلى الباب ، ثم ذكر الحديث بطوله.
وعن محمد بن كعب القرظيّ (٩) ، قال : قال رسول الله : «بينما أنا نائم في الحجر ، إذ أتاني جبريل عليهالسلام فغمزني برجله ، فقمت ، فلم أر شيئا فقعدت ، فغمزني ، فقمت ، فلم أر شيئا ، فقعدت ، فغمزني الثالثة (١٠) ، فقمت ، فأخذ بعضدي ، فقمت معه (١١) إلى باب المسجد ، فإذا دابّة (١٢) بيضاء بين الحمار والبغل في فخذيها جناحان يحفر بهما رجليها ، فلما دنوت لأركبها شمست ، فوضع جبريل عليهالسلام يده على معرفتها (١٣) ، ثم قال : ألا تستحين يا براق مما تصنعين ، والله ما ركب عليك عبد الله قبل محمد أكرم على الله منه ، فاستحيت حتى ارفضّت (١٤) عرقا ، ثم
__________________
(١) ينظر : الدر المنثور ٥ / ١٩٦. والواقدي هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم المدني ، القاضي صاحب المغازي ، متروك الحديث. ينظر : التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١٧٨ ، والكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٢٤١ ، والضعفاء لأبي نعيم ١٤٦.
(٢) ينظر : تفسير ابن كثير ٣ / ٨.
(٣) فاختة ، وقيل : هند ، بنت أبي طالب الهاشمية ، أخت علي ، توفيت في خلافة معاوية ، ينظر : الطبقات الكبرى ٨ / ١٥١ ، والأسامي والكنى ١٢٣ ، وإسعاف المبطأ ٣٦.
(٤) ينظر : السيرة الحلبية ١ / ٥١٦.
(٥) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم ٦ / ١٧٧٧ ، والمحلى ٧ / ١٤٦ ، ومسند الجعد ١ / ٢٦٦.
(٦) ينظر : سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣ ، والطبقات الكبرى ١ / ٢١٤ ، والخصائص الكبرى ١ / ١٧٧ ، والسيرة الحلبية ١ / ٥١٦.
(٧) الأصول المخطوطة : ابن. ينظر : ابن كثير ٣ / ٣٣.
(٨) ساقطة من ع.
(٩) أبو حمزة محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني ، وكان أبوه من سبي قريظة ، توفي ١١٧ ه. ينظر : تهذيب الكمال ٢٦ / ٣٤٠ ، وغاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٢٣٣ ، ونيل السائرين في طبقات المفسرين ٣٣.
(١٠) أ : الثالث.
(١١) (فلم أر شيئا ... فقمت) ، ساقط من ك.
(١٢) ع : بدابة.
(١٣) منبت عرفها من رقبتها. النهاية في غريب الحديث والأثر ٣ / ٢١٨ ، ولسان العرب ٩ / ٢٤١.
(١٤) الأصول المخطوطة : انقضت ، والتصحيح من مصادر التخريج.