سعد الساعديّ في عويمر العجلانيّ وامرأته. (١)
١١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) : مسطح (٢) ، وحسان بن ثابت (٣) ، وعبد الله بن أبيّ بن سلول المنافق (٤) ، وحمنة بنت جحش (٥).
روي : أنّ عائشة قالت : كان رسول الله عليهالسلام إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه ، فأيّتهنّ خرج سهمها خرج بها معه ، فأقرع بيننا في غزوة غزاها ، فخرج سهمي ، فخرجت مع رسول الله ، وذلك بعد ما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودج ، وأنزل فيه (٦) ، فسرنا حتى فرغ رسول الله من غزوه وقفل ، ودنونا من المدينة ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حتى آذنوا بالرحيل ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلمّا قضيت شأني أقبلت إلى الرحل ، فلمست صدري ، فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع ، فرجعت ، فالتمست ، فحبسني ابتغاؤه ، وأقبل الرهط الذين كانوا يحملونني ، فحملوا هودجي ، (٢٣٣ ظ) فرحّلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أنّي فيه ، قالت : وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ، ولم يغشهنّ اللّحم ، إنّما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رفعوه ورحّلوه ، وكنت جارية حديثة السنّ ، فبعثوا الجمل ، وساروا ، ووجدت عقدي بعد ما استمرّ الجيش ، فجئت منازلهم ، وليس بها داع ولا مجيب ، فتيمّمت منزلي الذي كنت فيه ، وظننت (٧) أنّ القوم سيفقدونني ، فيرجعون إليّ ، فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفوان بن المعطّل السّلميّ ثمّ الذكوانيّ قد عرّس (٨) من وراء الجيش ، فأدلج ، فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد إنسان نائم ، فأتاني فعرفني حين رآني ، وقد كان يراني قبل أن يضرب عليّ الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني ،
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصحيح (٤٢٣ و ٤٧٤٥ وغيره) ، ومسلم في الصحيح (١٤٩٢) ، وابن الجارود في المنتقى (٧٥٦) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٥١٥٠).
(٢) أبو عبّاد مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب القرشي المطلبي ، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ، توفي سنة (٣٤ ه). ينظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٥٣ ، والجرح التعديل ٨ / ٤٢٥ ، والاستيعاب ٤ / ١٤٧٢.
(٣) أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام ابن النجار الأنصاري النجاري المدني ، سيد الشعراء المؤمنين ، المؤيد بروح القدس ، توفي قبل الأربعين في خلافة علي. ينظر : معجم الصحابة ١ / ١٩٩ ، الاستيعاب ١ / ٢٥١ ، وسير أعلام النبلاء ٢ / ٥١٢.
(٤) عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث ، رأس المنافقين ، ونزل في ذمّه آيات كثيرة مشهورة ، توفي زمن النبي صلىاللهعليهوسلم صلّى عليه ، وكفنه في قميصه ، قبل النهي عن الصلاة على المنافقين. ينظر : الطبقات الكبرى ٣ / ٥٤٩ ، وتهذيب الأسماء ١ / ٢٤٦.
(٥) حمنة بنت جحش بن رئاب الأسدية ، أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش. ينظر : الطبقات الكبرى ٨ / ٢٤١ ، والاستيعاب ٤ / ١٨١٢.
(٦) ك : فيهما.
(٧) أ : فطننت.
(٨) التعريس : نزول المسافر آخر الليل أو وجه السحر. النهاية في غريب الحديث والأثر ٣ / ٢٠٦ ، ولسان العرب ٦ / ١٣٦.