وكان دحية بن خليفة الكلبيّ يقدم المدينة إذا قدم كلّ ما يحتاج إليه الناس من بزّ ودقيق وغير ذلك ، لا يبقى أحد إلا أتاه من بين ناظر وبين مبتاع ، فكان المسلمون لا يخرجون بعد نزول هذه الآية حتى يستأذنوا رسول [الله](١) ، وأما المنافقون (٢) فكانوا يخرجون بغير إذن. (٣)
٦٣ ـ (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) : اتّصالها من حيث اعتبار توقير رسول الله. قيل : هو النداء من وراء الحجرات. (٤) وقيل : التصريح بمجرّد اسمه من غير ذكر الرسالة والنبوّة. (٥) وقيل : هو التسوية بينه وبين سائر الناس بالدعاء له. (٦) وعن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لا ينبغي الصلاة (٧) على أحد إلا على النبيّ عليهالسلام. (٨) ولذلك كرهنا إطلاق لفظة الصلاة على سبيل الابتداء في دعاء غير الأنبياء.
(يَتَسَلَّلُونَ) : ينسلّون.
(لِواذاً) : استتارا والتجاء ، وذلك لأنّ بعض المنافقين كان يختفي وراء بعض.
(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) : دليل على وجوب الأمر ، على جواز نسخ الكتاب بالسنّة ، وإنّما قيل : (عَنْ أَمْرِهِ) لاعتبار المعنى ، وهو الإعراض.
٦٤ ـ (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ) : قد بينّا الكلام في العدول عن المغايبة إلى المخاطبة.
(وَيَوْمَ) : معطوف على (ما). وقيل : ظرف لمضمر. (٩)
(فَيُنَبِّئُهُمْ) : معطوف على (يَعْلَمُ) ، أو على مضمر ، والمضمر : يجمعهم ، أو نحوه.
وعن أبيّ بن كعب ، عنه عليهالسلام : «من قرأ سورة النور كان له عشر حسنات بعدد كلّ مؤمن ومؤمنة». (١٠) وعن أحمد بن حنبل قال : إذا روينا عن رسول الله في الحلال والحرام والسنن والأحكام تشدّدنا في الأسانيد ، وإذا روينا في فضائل الأعمال ، وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد. (١١)
__________________
(١) ليست في الأصل.
(٢) الأصول المخطوطة : المنافقين.
(٣) ينظر : تفسير القرطبي ١٨ / ١٠٩ ، وتفسير ابن كثير ٤ / ٤٧١.
(٤) ينظر : وضح البرهان في مشكلات القرآن ٢ / ١١٨ ، والدر المنثور ٦ / ٢١١ عن ابن عباس.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٣٦٠ ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٤٩٢٦) عن مجاهد ، والدر المنثور ٦ / ٢١١ عن عكرمة.
(٦) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٤٩٣٠) ، والدر المنثور ٦ / ٢١١.
(٧) مكررة في أ.
(٨) مصنف عبد الرزاق ٢ / ٢١٦ ، والمعجم الكبير للطبراني (١١٨١٣) ، وسنن البيهقي ٢ / ١٥٣.
(٩) ينظر : المحرر الوجيز ١٠٥٥٧ ، واللباب في علوم الكتاب ١٤ / ٤٧١.
(١٠) ينظر : الكشاف ٣ / ٢٦٦ ، وتفسير جوامع الجامع ٢ / ٦٠٣ ، وتفسير نور الثقلين ٣ / ٥٦٨.
(١١) ينظر : المقتصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ٣ / ١٦١ ، والكفاية في علم الرواية ١٣٤.