قبح الاستبداد والتّضادّ ، كقول الله تعالى : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) [آل عمران : ١٥٩]. وقال عمر بن الخطّاب في بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما : إنّها كانت فلتة (١) ، وقد وقى الله شرّها ، فلا تكون الإمارة من بعد إلا عن مشورة. (٢)
٣٩ ـ (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) : وجه المدح على الانتصار عند البغي كراهة الذّلّة والتّمسكن ، وتمكين العدوّ من الأهل والنّفس. عن عليّ ، عنه عليهالسلام : «أنّ الله ليبغض من يدخل عليه بيته ولا يقاتل» (٣). وهذا محمول على من لم يقاتل فشلا وجبنا وخذلانا لأهله وعياله دون من سلّم الله أمره ، وكره الفتنة كهابيل وعثمان والحسن بن عليّ رضي الله عنهم ، «المستبّان ما قالا من شيء فعلى [البادئ] حتى يعتدي المظلوم» (٤).
٤٥ ـ (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) : لأنّهم يحشرون على وجوههم فطمس على أعينهم ، وإنّما ينظرون إلى العرش ، أو إلى النّار. (٥)
٤٧ ـ (مِنْ نَكِيرٍ) : إنكار ، أي : لا يستطيعون الإنكار يومئذ. (٦)
٥٠ ـ (أَوْ (٧) يُزَوِّجُهُمْ) : أي : يجعل الأولاد أزواجا (٨) ذكورا وإناثا. (٩)
٥١ ـ (إِلَّا وَحْياً) : إلهاما. (١٠)
(أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) : وهو إلقاء الكلام في مسامع البشر من غير واسطة. (١١)
(أَوْ يُرْسِلَ) : من الملائكة (رَسُولاً). (١٢)
__________________
(١) ك وع وأ : ولته.
(٢) جزء من حديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٤٣١ ، وأحمد في المسند ١ / ٥٥ ، والنسائي في الكبرى (٧١٥١) عن عبد الرحمن بن عوف.
(٣) ينظر : مسند ابن الجعد ٣١٣ عن إبراهيم قال : كانوا يقولون : إن الله ...
(٤) حديث نبوي أخرجه مسلم في الصحيح (٢٥٨٧) ، وأبو داود في السنن (٤٨٩٤) ، والترمذي في السنن (١٩٨١) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : المستبان ... وما بين المعقوفتين زيادة من مصادر التخريج.
(٥) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٤ / ٤٠٢.
(٦) ينظر : التفسير الكبير ٩ / ٦٠٩ ، وتفسير القرطبي ١٦ / ٤٧.
(٧) الأصول المخطوطة : و.
(٨) ساقطة من ك.
(٩) ينظر : مجاز القرآن ٢ / ٢٠١ ، وتفسير غريب القرآن ٣٩٤ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٤٠٢.
(١٠) تأويل مشكل القرآن ٧٨ و ٨٢ ، وتفسير الطبري ١١ / ١٦٢ ، والبحر المحيط ٩ / ٣٤٩.
(١١) ينظر : تفسير الطبري ١١ / ١٦٢ ، وتأويلات أهل السنة ٤ / ٤١٧ ، والتفسير الكبير ٩ / ٦١٣.
(١٢) ينظر : معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٦ ، وتفسير الطبري ١١ / ١٦٢ ، ومعاني القرآن وإعرابه ٤ / ٤٠٣.