المحدّثين ، ولا يشيرون ـ ولا مجرّد إشاره ـ إلی وجود الحديث الذي رواه السيّد عن الواحدي في الدرّ المنثور عن عدّهٍ كبيره من أئمّتهم!!
* وقال القرطبی : «وظاهر هذه الآيه أنّها مبطله قول من افتخر من المشركين بسقايه الحاجّ وعماره المسجد الحرام ، كما ذكره السدّی ، قال : افتخر عبّاس بالسقايه ، وشيبه بالعماره ، وعليّ بالإسلام والجهاد ، فصدّق اللّٰه عليّاً وكذّبهما ... وهذا بين لا غبار عليه».
ثم إنّه تعرّض لحديث مسلم ، وذكر فيه إشكالاً ، وحاول دفعه بناءً علی وقوع التسامح في لفظ الحديث من بعض الرواه ، فراجعه (١).
أقول :
وبذلك يظهر أنّ في حديث مسلم إشكالاً في المعني والدلاله أيضاً!
* وقال الآلوسي بتفسير الآيه والمقصود بالخطاب في (أَجَعَلْتُمْ) :
«الخطاب إمّا للمشركين علی طريقه الالتفات ، واختاره أكثر المحقّقين ... وإمّا لبعض المؤمنين المؤثِرين للسقايه والعماره علی الهجره والجهاد ، واستُدِلّ له بما أخرجه مسلم ... وبما روی من طرق أنّ الآيه نزلت في علی كرّم اللّٰه وجهه والعبّاس ... وأيّد هذا القول بأنّه المناسب للإكتفاء في الردّ عليهم ببيان عدم مساواتهم عند اللّٰه تعالی للفريق الثاني ...» (٢).
أقول :
ومن هذا الكلام يفهم :
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن ٨ : ٩١ ـ ٩٢.
(٢) روح المعاني ١٠ : ٦٧.