وقال ابن جرير : حدّثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرت عن أبي صخر ، قال : سمعت محمّد بن كعب القرظی يقول : افتخر طلحة بن شيبه من بني عبد الدار وعبّاس بن عبد المطلّب وعليّ بن أبي طالب ....
وهكذا قال السدّی إلّا أنّه قال : افتخر عليّ والعبّاس وشيبه بن عثمان ؛ وذكر نحوه.
وقال عبد الرزّاق : أخبرنا معمر ، عن عمرو ، عن الحسن ، قال : نزلت في عليّ وعبّاس وشيبه ، تكلّموا في ذلك ....
ورواه محمّد بن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ؛ فذكر نحوه».
وهنا أورد ابن كثير الحديث الآخر ووصفه ب «المرفوع» فقال : «وقد ورد في تفسير هذه الآيه حديث مرفوع ، فلا بُدّ من ذِكره هنا ، قال عبد الرزّاق : أخبرنا معمر ، عن يحيی بن أبي كثير ، عن النعمان بن بشير ...» (١).
أقول :
فأمر هؤلاء المفترين من أعجب العجب! كيف يُعرضون عن الحديث المعتبر ، المروی من طرقهم بالأسانيد الكثيره ، المتّفق عليه بين المسلمين ، الواضح في دلالته ، الصريح في معناه ، ويذكرون في مقابله حديثاً مبهماً في معناه ، تفرّد به بعضهم ، ولم يعبأ به جُلّهم ، ثمّ يتّهمون علماء الطائفه المحقّه بعدم الأمانه العلميه؟!
إنّهم طالما يستندون إلی روايات ابن كثير وأمثاله ، أمّا في مثل هذا المقام فلا يعبأون بذلك ولا يرجعون إليه!!
إنّهم ينقلون ذلك الحديث عن الدرّ المنثور ويذكرون نسبته إلی من رواه من
__________________
(١) تفسير القرآن العظيم ٤ : ١٢٢.