في ذلك يسير ، والأفضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر ، من خالف في ذا فهو شيعي جلد ، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحّه إمامتهما فهو رافضی مقیت ، ومن سبّهما واعتقد أنّهما ليسا بإمامَی هدیً فهو من غلاه الرافضه ، أبعدهم اللّٰه» (١).
إلّا أنّه قال بترجمة «الفأفاء» «الإمام الفقيه» «الناصبی» في كلامٍ له :
«صار اليوم شيعه زماننا يكفّرون الصحابه ، ويبرءون منهم جهلاً وعدواناً ، ويتعدّون إلی الصدّيق ...» (٢).
فتراه لا يصفهم ب : «الغلوّ» ، ولا يسمّيهم ب : «الرافضه» .. فيناقض نفسه ، ولا يبقی فرق في العرف بين السلف والخلف.
ثمّ إنّ لهم في «التشيّع» اصطلاحات :
منها : «فيه تشيّع يسير» أو «خفيف» كقول الذهبي بترجمة «وكيع بن الجرّاح» ـ وهو من رجال الصحاح الستّه ـ بعد نقل وصف بعضهم إياه ب :
«الرفض» .. «والظاهر أنّ وكيعاً فيه تشيّع يسير لا يضرّ إن شاء اللّٰه!! فإنّه كوفي في الجملة ، وقد صنّف كتاب فضائل الصحابه ، سمعناه ، قدّم فيه باب مناقب عليّ علی مناقب عثمان» (٣).
فتقديم ذِكر مناقب عليّ علی عثمان «تشيّع يسير» لكنّه «لا يضرّ إن شاء اللّٰه»!!
وقوله بترجمة أبي نعيم الفضل بن دكين ـ وهو من رجال الصحاح الستّه ـ :
«كان في أبي نعيم تشيّع خفيف» ثمّ روی أنّه قال : «حبّ عليّ عباده ، وخير العباده
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٦ : ٤٥٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٧٤.
(٣) سير أعلام النبلاء ٩ : ١٥٤.