وإلّا فإنّ العدید منهم يعدّون من أخصّ أصحاب الأئمّة المعصومين ، عليهم وعلی جدّهم صلوات ربّ العالمين.
قال السيّد :
«هذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجاله ، وهم مائه بطل من رجال الشيعه ، كانوا حجج السُنّة وعیبه علوم الأُمّه ، بهم حفظت الآثار النبوية ، وعليهم مدار الصحاح والسُنن والمسانید ، ذكرناهم بأسمائهم ، وجئنا بنصوص أهل السُنّة علی تشیّعهم ، والاحتجاج بهم ...وأظنّ المعترضين سیعترفون بخطئهم في ما زعموه من أنّ أهل السُنّة لا يحتجّون برجال الشيعه ...في سلف الشيعه ممّن يحتجّ أهل السُنّة بهم ـ غير الذي ذكرناهم ـ وانّهم أضعاف أضعاف تلك المائه عدداً ، وأعلی منهم سنداً ، وأكثر حديثاً ، وأغزر علماً ، وأسبق زمناً ، وأرسخ في التشيّع قدماً ، ألا وهم رجال الشيعه من الصحابه ...وفي التابعين ...ممّن يستغرق تفصيلهم المجلّدات الضخمه ...» (١).
أقول :
وقد أوضحنا ـ وللّٰه الحمد ـ مقاصد السيّد وشیّدنا مطالبه ، بما لا مزيد عليه ، ولا يدع مجالاً للمكابره ..
ومن المعلوم ، إنّ التشيّع لعليّ عليه السلام بمعني تقدیمه علی غيره من الصحابه والقول بإمامته وخلافته بعد رسول اللّٰه بلا فصل ، إنّما يتحقّق بالاقتداء به واتّباعه والأخذ منه ، وكذلك بالأئمّة المعصومين من بعده ، عملاً بقول
__________________
(١) المراجعات : ١٠٤ ـ ١٠٥.