الرسول الأكرم : «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّٰه ، وعترتی أهل بيتی ، ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا ...» ، وقوله صلّی اللّٰه عليه وآله وسلّم : «مثل أهل بيتی كمثل سفينة نوحٍ ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق» (١).
فالشيعه في أُصول الدين وما يجب الاعتقاد به من المبدأ وصفاته والمعاد ، وفروعه من الأحكام الشرعيه ، من الحلال والحرام وغير ذلك ، تبعٌ للكتاب المبين الذي لا ياتیه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولباب مدينه العلم وأهل العصمه .. فإيمانهم بالرجعه ـ مثلاً ـ يرجع إلی الكتاب والسُنّة ، وعملهم بالتقيّه ـ أحياناً ـ امتثالٌ لأمر اللّٰه ورسوله ـ وقد وجدنا إنّ أئمّة العامّه عملوا بها في مسأله خلق القرآن ، كما رأينا إنّ جمعاً من الأعلام منهم يروون حديث الرجعه ويقولون بها ـ وهكذا في سائر الشؤون.
فالشيعه الإماميه أهل السُنّة النبوية حقيقة ، وهم المسلمون حقّاً ، وهم أهل النجاه في الآخره ..
وعلی غيرهم إقامه الدليل القطعی علی صحّه عقائدهم وأعمالهم وأقوالهم .. وأني لهم ذلك ..
ومن شاء التفصيل فليرجع إلی كتب العقائد ..
والحمد للّٰه ربّ العالمين.
هذا تمام الكلام في هذه المراجعه ، وبه يتمّ الكلام في المبحث الأوّل من
__________________
(١) قد تقدّم البحث عن الحديثين سابقاً. وأمّا الرواية : «إني تارك فیكم الثقلین كتاب اللّٰه وسُنّتی» كما في بعض كتب القوم فقد حقّقنا في رسالهٍ مفردهٍ أنْ لا سند لها ، ولا يتمّ لها معني إلّا بالرجوع إلی أهل بيت الهدی. فراجع : الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعه في كتب السُنّة.